هيئ لنا من أمرنا رشدا
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الرشد: مفهومه وأهميته
الرشد في اللغة العربية معناه الاستقامة والصواب، وفي الاصطلاح الشرعي هو اتباع الحق والصواب في جميع أمور الدين والدنيا.
ويعتبر الرشد من أهم المقاصد التي يسعى المسلم لتحقيقها في حياته، فهو من مقومات الشخصية الإسلامية المتكاملة، وبه تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة.
فضائل الرشد
للرشد فضائل كثيرة منها:
- رضى الله تعالى.
- النجاة من العذاب في الآخرة.
- تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
سبل تحقيق الرشد
هناك العديد من السبل التي تساعد المسلم على تحقيق الرشد في حياته، ومن أهمها:
- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الاستقامة على أمر الله تعالى.
- طلب العلم الشرعي.
اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، فهي الهدى والرشاد الذي يجب على المسلم أن يتبعه في جميع أمور حياته.
واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أهم سبل النجاة في الآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (النساء: 13).
الاستقامة على أمر الله تعالى
الاستقامة على أمر الله تعالى هي ملازمة طاعته في جميع الأحوال، وعدم الانحراف عن شرعه في السر والعلن.
والاستقامة على أمر الله تعالى من أهم أسباب تحقيق الرشد في الحياة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69).
طلب العلم الشرعي
العلم الشرعي هو نور القلب والبصيرة، وهو الهدى والرشاد الذي يجعل المسلم قادراً على التمييز بين الحق والباطل.
وطلب العلم الشرعي من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهو من أهم أسباب تحقيق الرشد في الحياة، قال تعالى: ﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (طه: 114).
أسباب دخول المرء في الرشد
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المرء يدخل في الرشد، منها:
- التوبة النصوح إلى الله تعالى.
- الصبر على البلاء والشدائد.
- الرفقة الصالحة.
التوبة النصوح إلى الله تعالى
التوبة النصوح إلى الله تعالى هي الرجوع إليه بصدق واستغفاره من الذنوب والمعاصي، والعزم على عدم العودة إليها.
والتوبة النصوح من أهم أسباب دخول المرء في الرشد، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (البقرة: 222).
الصبر على البلاء والشدائد
الصبر على البلاء والشدائد من أهم أسباب دخول المرء في الرشد، لأن الصبر يربي النفس على التحمل والمثابرة.
والمؤمن الذي يتحمل البلاء والشدائد وينتصر عليها يكون قد حقق الرشد في حياته، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة: 155-156).
الرفقة الصالحة
الرفقة الصالحة هي صحبة أهل الخير والصلاح، الذين يدعون إلى الخير ويأمرون به وينهون عن المنكر.
والرفقة الصالحة من أهم أسباب دخول المرء في الرشد، لأنها تحفظه من الشر وتدله على الخير، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۚ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ (الكهف: 28).
آثار الرشد في حياة المسلم
للرشد آثار عظيمة في حياة المسلم، منها:
- السعادة في الدنيا والآخرة.
- رضى الله تعالى.
- النجاة من العذاب في الآخرة.
السعادة في الدنيا والآخرة
الرشد هو السبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة، لأن المسلم الذي يستقيم على أمر الله تعالى ويحقق الرشد في حياته يكون قد نجا من شرور الدنيا وعذاب الآخرة.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىً﴾ (طه: 124).
رضى الله تعالى
رضى الله تعالى هو الغاية التي يسعى إليها المسلم في حياته، والرشد هو السبيل إلى رضى الله تعالى.
قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ (البينة: 8).
النجاة من العذاب في الآخرة
الرشد هو السبيل إلى النجاة من العذاب في الآخرة، لأن المسلم الذي يستقيم على أمر الله تعالى ويحقق الرشد في حياته يكون قد نجا من شرور الدنيا وعذاب الآخرة.
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْ