وارحم موتانا وموتى المسلمين
الدعاء للميت
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه أنهم ما علموا عليه إلا خيرا إلا فتح له أبواب الجنة، وشُفع فيه حتى يقال له: ادخل الجنة بغير حساب”، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يموت فيصلي عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه”، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: “دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا بخير قال الملك: آمين ولك بمثل”.
فالدعاء للميت من أفضل الأعمال التي تفيده بعد مماته، إذ أنه ينزل عليه كالمطر، ويُرفع درجته في الجنة، ويثقل الميزان يوم القيامة، ويُجازى من دعى له بخير بمثله.
الصلاة على الميت
الصلاة على الميت هي حق واجب على المسلمين تجاه موتاهم، وهي سبب في تكفير ذنوب الميت ورفع درجته في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى على ميت غفر له عشرة آلاف سيئة”. ويستحب أداء الصلاة على الميت في المسجد، ثم في المقبرة، ويكون ذلك بعد تغسيله وتكفينه ودفنه.
ويتكون رُكن الصلاة على الميت من أربع تكبيرات، يتم فيها قراءة سورة الفاتحة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة ورفعة الدرجات.
تغسيل الميت
تغسيل الميت هو تجهيزه بعد الوفاة، ويستحب تغسيله على الفور بعد وفاته، ويتولى تغسيله أقرب ما يكون إليه من الأهل والأصدقاء، ويكون ذلك في مكان خاص لا يراه أحد.
ويجب أن يتم تغسيل الميت بإتقان، فيتم غسله ثلاث مرات أو أكثر، ويُستحب استخدام الكافور والماء الساخن، ويُغطى جسده أثناء الغسل إلا العضو الذي يُغسل.
تكفين الميت
التكفين هو لف الميت بالثياب الخاصة التي تُدفن فيها، ويُستحب أن يكون الكفن أبيض اللون، ويتكون من ثلاثة أثواب، هي: الإزار والقميص واللفافة.
ويُلف الميت في الكفن لفه كاملة، ولا يُلبس الحلي أو ما شابه ذلك، ولا يُطيب إلا بالكافور.
دفن الميت
الدفن هو وضع الميت في القبر، ويستحب أن يتم دفنه في مقابر المسلمين، وأن يُوضع في اللحد على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة.
ويجب أن يُدفن الميت مع أموات المسلمين، ولا يجوز دفنه مع الكفار أو في مقابرهم، كما يُستحب دفنه في النهار.
زيارة القبور
زيارة القبور سنة مؤكدة، وهي من الأعمال الصالحة التي تُذكر الإنسان بالموت وتجعله يستعد له، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تُذكر بالموت”.
ويزور المسلمون القبور بهدف الدعاء للموتى وقراءة القرآن عليهم، والتأمل في الموت والعبر المستفادة منه.
العمل الصالح للميت
يُمكن للمسلم أن يُهدي ثواب عمله الصالح لوالديه أو أحد أقاربه المتوفين، وذلك بالدعاء لهم والإستغفار لهم، وقراءة القرآن وإهداء ثوابها لهم، والتصدق عنهم، والحج والعمرة عنهم.
وكل عمل صالح يُهدى للميت يُنزله عليه كالمطر، ويُرفع درجته في الجنة، ويُجازى من عمل ذلك بمثله.
ختاماً
وارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدلهم داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وادخلهم الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب.