واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك
مقدمة
يقول الإمام علي رضي الله عنه: “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.” هذه الحكمة من أقوال الإمام علي المأثورة والتي تحمل في طياتها دروساً عميقة في الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه.
الحكمة من وراء هذه المقولة
وهذه الحكمة العظيمة، تنبني على أصول عقدية وقواعد سلوكية، من أبرزها:
الإيمان بالله تعالى ووحدانيته وقدرته المطلقة.
اليقين بأن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر، مقدر ومكتوب له من الله تعالى.
عدم الاعتراض على قضاء الله تعالى وتدبيره؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم مصلحة الإنسان أكثر منه.
سبع ركائز لهذه الحكمة
تستند حكمة “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” إلى سبع ركائز أساسية:
قضاء الله تعالى
الله تعالى هو خالق الإنسان ومقدر رزقه وأجله وغير ذلك من الأمور التي تخص حياته، وما يصيب الإنسان من أحداث فهو بقدر الله تعالى.
التدبير الإلهي
الله تعالى هو المدبر لشؤون هذا الكون، يعلم ما كان وما سيكون، وما يصلح وما يفسد، فما يصيب الإنسان إنما هو وفق تدبيره الإلهي.
الخير في كل ما يحدث
قد لا يدرك الإنسان الحكمة من الأحداث التي تواجهه، ولكن الله تعالى يعلمها، فيجب على الإنسان أن يوقن أن في كل ما يحدث خيرًا له.
امتحان من الله تعالى
قد يبتلي الله تعالى الإنسان بما لا يشتهي كي يمتحنه ويختبر صبره وإيمانه وتوكله عليه.
الطريق إلى النجاة
قد يكون ما يصيب الإنسان من هموم ومصائب طريقًا له إلى النجاة من عذاب الآخرة.
عاقبة الصبر
إذا صبر الإنسان على ما يصيبه من أقدار، فإن الله تعالى يثيب صبره ويبدله من بعد العسر يسراً.
رضى الله تعالى
من رضي بقضاء الله تعالى وأقداره، فقد رضي الله عنه وأعطاه من فضله ورحمته.
آثار هذه الحكمة على حياة الإنسان
إن الإيمان بهذه الحكمة العظيمة، له آثار إيجابية على حياة الإنسان، من أهمها:
راحة البال والطمأنينة.
الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره.
التوكل على الله تعالى في السراء والضراء.
الصبر على المصائب والابتلاءات.
الثقة بأن الله تعالى مع المؤمنين.
قصص من الواقع
وردت في السيرة النبوية وسير الصحابة والتابعين، قصص كثيرة تدل على صدق هذه الحكمة، ومن ذلك:
قصة سيدنا يعقوب عليه السلام حين فقد ابنه يوسف، ثم بشر بعد ذلك بلقائه.
قصة سيدنا موسى عليه السلام حين خرج من مصر إلى مكة، فشق عليه الطريق، ثم هيأ الله تعالى له المعونة.
قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح الله تعالى عليه بلاد فارس بعد أن عانى المسلمون من شدة الجوع.
فيض الله تعالى ووسع رحمته
يجب على الإنسان أن يعلم أن فيض الله تعالى ووسع رحمته لا ينتهيان، وأن ما يصيبه من مصائب أو ابتلاءات، فإن الله تعالى قادر على تبديلها إلى خير له.
الخاتمة
وفي النهاية، فإن حكمة “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” هي حكمة عظيمة ينبغي على كل مسلم الإيمان بها، لأن من آمن بقضاء الله تعالى وقدره، فإن قلبه يطمئن ويرتاح، ويتوكل على الله تعالى في كل أموره، ولن يضره ما أصابه لأن الله تعالى معه.