والله المستعان على ما تصفون
مقدمة
صدق الله العظيم، الله عز وجل هو المستعان على ما تصفون من ظلم وبغي وإيذاء، وهو وحده القادر على رد كيد الكائدين ونصر المظلومين، فإليه نلجأ ونسأل العون والنصر على من ظلمنا وبغى علينا.
الصبر على البلاء
إن البلاء والابتلاء سنة الله في خلقه، وهو ابتلاء لعباده المؤمنين ليختبر صبرهم وثباتهم على الحق، فمن صبر واحتسب عند البلاء فقد نال الأجر العظيم والثواب الجزيل، ومن جزع وسخط فقد حبط أجره وخسر دينه.
فإذا أصابك بلاء أو مصيبة فاصبر واحتسب، وتوكل على الله، واعلم أن البلاء لا يدوم، وأن بعد العسر يسراً، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
قال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (البقرة: 155-157)
التوكل على الله
التوكل على الله هو اعتماد القلب على الله وحده، والثقة به في جلب النفع ودفع الضر، وهو من أعظم أسباب النصر والتمكين.
فإذا توكلت على الله عز وجل، وأيقنت أنه قادر على نصرك وتفريج كربك، وأنه لن يضيعك أبداً، فإنك ستشعر بالقوة والطمأنينة، وستتلاشى مخاوفك ويزول همك.
قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” (الطلاق: 3)
اللجوء إلى الله
إذا اشتد بك البلاء وضاقت عليك السبل، فلا تنس اللجوء إلى الله عز وجل، فإنه هو الملاذ الآمن والمستعان في الشدائد.
ادع الله كثيراً، وتضرع إليه، واطلب منه النصر والفرج، واثقاً بأنه سيستجيب لدعائك، ويفرج كربك، ويرد كيد الكائدين.
قال تعالى: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” (الفاتحة: 5)
الاعتصام بالقرآن الكريم
القرآن الكريم هو حبل الله المتين، وهو الشفاء لجميع الأمراض والأسقام.
عليك بالاعتصام بالقرآن، وقراءته وتدبره وفهم معانيه، فإن فيه ذكرى للمؤمنين، وتهدئة للنفوس، وشفاء للقلوب، وقوة على مواجهة الصعاب.
قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” (الإسراء: 82)
الالتجاء إلى الصلاة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي من أعظم العبادات وأقربها إلى الله عز وجل.
عليك بالإكثار من الصلاة، خاصة في أوقات الشدة والضيق، فإنها تفرج الكرب، وتزيل الهم، وتقوي القلب وتثبته.
قال تعالى: “اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 153)
حسن الظن بالله عز وجل
حسن الظن بالله هو من أهم أسباب النصر والتمكين، وهو من صفات المؤمنين الصادقين الذين يثقون بربهم ويعتمدون عليه في كل أمورهم.
عليك بحسن الظن بالله عز وجل، والاعتقاد الجازم بأنه لن يضيعك أبداً، وأنه سيعينك على من ظلمك وبغى عليك.
قال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (الطلاق: 2-3)
الخاتمة
والله المستعان على ما تصفون، فإليه نشكو همومنا وغمومنا، وهو القادر على كشف الضر ونصر الحق وإحقاق العدل. فاصبروا واحتسبوا وتوكلوا على الله، وأكثروا من الدعاء والصلاة والاعتصام بالقرآن، وحسن الظن بالله، فإن النصر حليف المؤمنين، والله غالب على أمره.