تفسير الميزان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” (الحجرات: 13).
يشير تفسير الميزان إلى أن هذه الآية الكريمة تتحدث عن خلق الله للبشر وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا فيما بينهم، ويؤكد على أن ميزان الكرامة الحقيقي بين الناس هو التقوى والصلاح.
معنى لتعارفوا
يرى تفسير الميزان أن لفظة “لتعارفوا” في الآية تشير إلى مجموعة من المعاني، منها:
- التعرف على خصائص كل شعب وقبيلة.
- التعرف على ثقافات ولغات وعادات الآخرين.
- التعرف على تاريخ الماضي وآثاره في الحاضر.
أهداف التعارف
يحدد تفسير الميزان أهداف التعارف بين الشعوب والقبائل في التالي:
- تحقيق التآلف والمودة بين الناس.
- نشر المعرفة والثقافة والعلوم.
- تبادل الخبرات والمصالح.
فضل التقوى
يؤكد تفسير الميزان على أن التقوى هي المعيار الحقيقي للكرامة عند الله، وأن الفضل والرفعة لا يكونان بالأنساب أو الأعراق.
- التقوى هي الخوف من الله والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
- التقوى سبب لحب الله للمؤمنين ورضاه عنهم.
- التقوى تجلب السعادة والبركة في الدنيا والآخرة.
التعصب القبلي
يحذر تفسير الميزان من مخاطر التعصب القبلي والعصبيات الجاهلية، ويؤكد على أن هذا التعصب يفرق بين الناس ويزرع الكراهية في النفوس.
- التعصب القبلي يتنافى مع مفهوم التعارف والمودة بين الناس.
- التعصب القبلي يمنع المجتمع من التقدم والرقي.
- التعصب القبلي يهدد الوحدة الوطنية والإسلامية.
الاختلاف بين الناس
يوضح تفسير الميزان أن الاختلاف بين الناس في الأنساب والأعراق والثقافات هو من سنن الله تعالى، وأن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون سببًا للتنافر والفرقة.
- الاختلافات بين الناس هي دليل على عظمة الله وقدرته.
- الاختلافات بين الناس تزيد من ثراء وتنوع المجتمعات.
- الاختلافات بين الناس لا تعني التفاضل أو تفضيل بعضها على بعض.
وفي ختام تفسير هذه الآية الكريمة، يدعو تفسير الميزان إلى نبذ التعصب والعنصرية، وإلى تعزيز قيم التعارف والمودة والتقوى بين الشعوب والقبائل، وذلك من أجل تحقيق مجتمعات يسودها الأمن والسلام والرفاه.