جعلنا من بينهم سدا ومن خلفهم سدا
المقدمة
يخبرنا القرآن الكريم في سورة الفرقان عن نعمة عظيمة أنعم الله بها على المؤمنين، وهي نعمة السد الذي جعله بينهم وبين الكفار، والسد الذي جعله من خلفهم. وهذه النعمة هي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على المؤمنين، لأنها تحميهم من شر الكفار ومكرهم، وتحفظهم من الفتن والضلالات.
السد الذي بين المؤمنين والكفار
جعل الله بين المؤمنين والكفار سداً منيعاً يحول دون اختلاطهم وفساد عقائدهم. وهذا السد يتمثل في عقيدة التوحيد الخالصة لله تعالى، والتي هي الأساس المتين الذي تبنى عليه عقائد المؤمنين.
أولاً: سد العقيدة
عقيدة التوحيد هي السد الأول الذي يفصل بين المؤمنين والكفار. يؤمن المؤمنون بالله وحده لا شريك له، وبرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين. أما الكفار فهم مشركون بالله، ويجعلون من دونه آلهة وأصناماً يعبدونها من دون الله.
ثانياً: سد الخلق والتشريع
خلق الله المؤمنين والكفار على فطرة واحدة، ولكن الكفار حرفوا فطرتهم واتبعوا أهواءهم ورغباتهم، ففسد خلقهم وظهرت عليهم علامات الكفر والضلال. أما المؤمنون فقد حافظوا على فطرتهم السليمة واتبعوا شرع الله تعالى، فصلح خلقهم وظهرت عليهم علامات الإيمان والتقوى.
ثالثاً: سد الأعمال
أعمال المؤمنين تختلف تماماً عن أعمال الكفار. فالمؤمنون يعملون الصالحات ويتبعون أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، أما الكفار فيعملون السيئات ويتبعون أهواءهم ورغباتهم. وهذا الاختلاف في الأعمال هو أحد السدود التي تفصل بين المؤمنين والكفار.
السد الذي من خلف المؤمنين
بالإضافة إلى السد الذي بين المؤمنين والكفار، جعل الله من خلف المؤمنين سداً يحميهم من الفتن والضلالات. وهذا السد يتمثل في حفظ الله تعالى ورعايته للمؤمنين، فهو يثبتهم على الحق ويصرف عنهم الشرور والفتن.
أولاً: حفظ الله تعالى
يحفظ الله تعالى المؤمنين من جميع الشرور والفتن. فهو يحفظهم من كيد الكفار ومكرهم، ويصرف عنهم شرور الجن والشياطين. ولهذا يجب على المؤمنين أن يتوكلوا على الله تعالى وأن يعتمدوا عليه في حمايتهم ورعايتهم.
ثانياً: هداية الله تعالى
يهدي الله تعالى المؤمنين إلى الصراط المستقيم ويثبتهم عليه. يفتح قلوبهم للإيمان ويفهمهم دينه، ويقويهم على طاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه. ولهذا يجب على المؤمنين أن يدعوا الله تعالى أن يهديهم ويثبتهم على الحق.
ثالثاً: أولياء الله تعالى
جعل الله تعالى أولياءه من عباده الصالحين، وهم الذين ينصحون المؤمنين ويرشدونهم إلى طريق الحق. ولهذا يجب على المؤمنين أن يلتزموا بأولياء الله تعالى وأن يتبعوا نصائحهم وإرشاداتهم.
أهمية السد الذي بين المؤمنين والكفار والسد الذي من خلفهم
هذه السدود التي جعلها الله بين المؤمنين والكفار ومن خلفهم لها أهمية كبيرة، فهي تحمي المؤمنين من شر الكفار ومكرهم، وتحفظهم من الفتن والضلالات. ولهذه السدود فوائد عديدة، منها:
حماية العقيدة: تحمي هذه السدود عقيدة المؤمنين من الاختلاط والفساد.
حفظ الأخلاق: تحفظ هذه السدود أخلاق المؤمنين من الانحراف والفساد.
تثبيت الإيمان: تثبت هذه السدود إيمان المؤمنين وتقويهم على طاعة الله تعالى.
صرف الفتن: تصرف هذه السدود الفتن والضلالات عن المؤمنين.
إعلاء كلمة الله تعالى: تساعد هذه السدود على إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض.
كيف نحافظ على السد الذي بيننا وبين الكفار والسد الذي من خلفنا
للحفاظ على السد الذي بيننا وبين الكفار والسد الذي من خلفنا، علينا أن نلتزم بما يلي:
التأكيد على عقيدة التوحيد: علينا أن نؤكد على عقيدة التوحيد الخالصة لله تعالى، وأن نجعل هذه العقيدة هي الأساس المتين الذي تبنى عليه جميع أعمالنا وأقوالنا.
التمسك بشرع الله تعالى: علينا أن نتمسك بشرع الله تعالى في جميع أمور حياتنا، وأن نجعله هو المرجع والضابط لنا في كل ما نفعل أو نقول.
مجانبة الكفار والمشركين: علينا أن نجتنب الكفار والمشركين، وأن لا نجعل لهم علينا سلطاناً أو نفوذاً.
التحصن بالأذكار والدعاء: علينا أن نتحصن بالأذكار والدعاء، وأن نطلب من الله تعالى أن يحفظنا من شر الكفار والفتن والضلالات.
التوكل على الله تعالى: علينا أن نتوك