وجهت وجهي
مقدمة
إن عبارة “وجهت وجهي” هي عبارة قرآنية وردت في سورة الأنعام، وهي تشير إلى التوجه لله تعالى وحده في العبادة والطاعة، والتخلي عن عبادة غيره من الآلهة والشركاء. وتعتبر هذه العبارة مفتاحًا أساسياً في العقيدة الإسلامية، وهي ركن من أركان الإيمان بالله تعالى.
أهمية توحيد العبادة
إن توحيد العبادة هو أساس العقيدة الإسلامية، وهو الأمر الذي يميز المسلم عن غير المسلم. فالله تعالى هو وحده المستحق للعبادة، ولا يجوز أن يعبد معه أحد غيره، سواء أكان من الملائكة أم الأنبياء أم الصالحين.
إن العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى كثيرة، منها الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة والجهاد وغيرها، وكل هذه العبادات يجب أن توجه لله تعالى وحده، ولا يجوز توجيهها لغيره.
ولهذا فإن عبارة “وجهت وجهي” تعني أن المسلم يخلص لله تعالى في عبادته، ويتوجه إليه وحده دون سواه، ويبذل جهده في طاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
شروط التوجه إلى الله
لكي يكون التوجه إلى الله تعالى صحيحًا ومقبولًا، لا بد من توافر عدة شروط، منها:
- الإخلاص لله تعالى: أن يكون المسلم مخلصًا في عبادته وطاعته لله تعالى وحده، ولا يقصد بها غير وجهه الكريم.
- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: أن يتبع المسلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في أداء العبادات، فهو الذي أوضح لنا كيفية أداء العبادات على الوجه الصحيح.
- الاستقامة على الدين: أن يثبت المسلم على دين الإسلام، ولا ينحرف عنه إلى غيره.
ثمار التوجه إلى الله
إن التوجه إلى الله تعالى وحده في العبادة له العديد من الثمار والفوائد، منها:
- رضى الله تعالى: إن من يتوجه إلى الله تعالى وحده في عبادته يرضى عنه ويثيبه برضوانه، وهو أعظم وأفضل ما يمكن أن يناله الإنسان.
- دخول الجنة: إن من يوجه وجهه إلى الله تعالى وينيب إليه ويخلص له في عبادته، فإنه يدخله الجنة ويفوز برضوانه.
- النجاة من النار: إن من يتوجه إلى الله تعالى ويخلص له في عبادته، فإنه ينجيه من النار ويعصمه من عذابها.
وجوه الشرك
إن الشرك هو أن يجعل المسلم مع الله تعالى شريكًا في العبادة، سواء أكان هذا الشريك من الملائكة أم الأنبياء أم الصالحين أم الأصنام وغيرها.
ويوجد العديد من أنواع الشرك، منها الشرك الأكبر والشرك الأصغر، والشرك الأكبر هو الذي يخرج صاحبه من الملة، أما الشرك الأصغر فهو الذي لا يخرج صاحبه من الملة ولكنه ينقص من إيمانه.
ولهذا فإن المسلم يجب أن يحذر من كل أنواع الشرك، وأن يخلص لله تعالى في عبادته وطاعته، ويوجه وجهه إليه وحده.
الفرق بين التوجه إلى الله والتوجه إلى غيره
إن الفرق بين التوجه إلى الله تعالى والتوجه إلى غيره كبير جدًا، فالتوجه إلى الله تعالى هو عبادة حقيقية، أما التوجه إلى غيره فهو شرك محرم.
إن التوجه إلى الله تعالى يجلب للمسلم السعادة والراحة والطمأنينة، أما التوجه إلى غيره فهو يجلب له الحزن والضيق والقلق.
إن التوجه إلى الله تعالى ينفع المسلم في الدنيا والآخرة، أما التوجه إلى غيره فلا ينفعه إلا في الدنيا، وفي الآخرة يخسره ويوقعه في النار.
الخاتمة
إن عبارة “وجهت وجهي” هي عبارة جامعة شاملة، تدل على توحيد العبادة لله تعالى وحده، والتخلي عن عبادة غيره من الآلهة والشركاء. وهي مفتاح أساسياً في العقيدة الإسلامية، وركن من أركان الإيمان بالله تعالى.
ولهذا فإن المسلم يجب أن يحرص على أن يتوجه بوجهه إلى الله تعالى وحده في عبادته وطاعته، وأن يخلص له في دينه ومعاملاته، حتى ينال رضاه ويفوز برحمته.