وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
وهي الآية رقم 40 من سورة طه، وهي سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتقع السورة في الجزء السادس عشر من القرآن الكريم، وتتكون من 135 آية.
إعراب الآية
“وعزتي”: قسم بالله تعالى وصفاته العليا.
“وجلالي”: قسم بالله تعالى وصفاته المتعالية.
“لأنصرنك”: جملة فعلية في محل جزم جواب القسم.
“ولو بعد حين”: ظرف زمان متعلق بالفعل “أنصرنك”.
سبب نزول الآية
نزلت هذه الآية في وقت كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم يعاني من شدة أذى المشركين له ولأصحابه، فنزلت هذه الآية لتطمئن قلبه وتبشره بالنصر الذي سيأتيه من الله تعالى وإن لم يكن في وقته.
شرح الآية
أقسم الله تعالى بعزته وجلاله أنه سوف ينصر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإن طال الزمن، وذلك لأنه نبيه ورسوله الذي أرسله إلى الناس كافة لهدايتهم إلى طريق الحق.
أهمية الآية
تعتبر هذه الآية من الآيات الهامة التي تدل على عظمة الله تعالى وقدرته، وأن النصر يأتي من عنده وحده، كما أنها تمنح المؤمنين طمأنينة وأملاً في نصر الله تعالى وعونه لهم، وتساعدهم على الصبر والثبات على الحق مهما اشتد عليهم البلاء.
وعزتي وجلالي أنصرنك في المحن
عندما يشتد عليك البلاء، ويشعر قلبك بالضعف، فتذكر هذه الآية فإنها ستمنحك القوة والشجاعة وتذكرك بأن الله تعالى معك ولن يضيعك.
فإذا كنت تعاني من المرض أو الفقر أو الظلم، فإن هذه الآية ستساعدك على الصبر والتحمل، وتذكرك بأن النصر آتٍ من عند الله تعالى وإن طال الزمن.
وإذا كنت خائفًا من المستقبل أو قلقًا بشأن أمر ما، فتذكر هذه الآية فإنها ستزرع في قلبك الطمأنينة والراحة، وتذكرك بأن الله تعالى هو الناصر والمعين.
وعزتي وجلالي أنصرنك في الدنيا والآخرة
لا يقتصر نصر الله تعالى على الدنيا فقط، بل إنه ينصر عباده في الآخرة أيضًا.
فمن صبر على البلاء في الدنيا واحتسب الأجر عند الله تعالى، فإن الله تعالى سيكرمه في الآخرة وينعم عليه بالنعيم المقيم.
ومن خاف الله تعالى واتقى محارمه، فإن الله تعالى سينجيه من عذاب النار ويدخله الجنة.
وعزتي وجلالي أنصرنك بنصرك الموعود
وعد الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين، ووعده أنه سيجعل دينه هو الدين الظاهر على سائر الأديان.
وهذا النصر الإلهي بدأ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال مستمرًا إلى يوم القيامة.
وقد تمثل نصرة الله تعالى في فتح مكة وانتشار الإسلام في أصقاع الأرض، وفي حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل، وفي علو دين الإسلام على سائر الأديان.
وعزتي وجلالي أنصرنك بالتوفيق والسداد
إن نصرة الله تعالى لا تقتصر على النصر الظاهري، بل تشمل أيضًا النصر المعنوي والتوفيق والسداد.
فمن توكل على الله تعالى واعتمد عليه، فإن الله تعالى سيسدده ويوفيقه في جميع أموره.
ومن استعان بالله تعالى وطلب منه العون والتوفيق، فإن الله تعالى سيعينه وينصره على أعدائه.
وعزتي وجلالي أنصرنك بالصبر والثبات
الصبر والثبات من أهم وسائل النصر، فمن صبر على البلاء واحتسب الأجر عند الله تعالى، فإن الله تعالى سينصره ولو بعد حين.
وإن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يتحملون البلاء والمحن بصبر وثبات، فكانوا بذلك قدوة لنا في الصبر على البلاء والمحن.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر والثبات في مواجهة المصاعب والشدائد.
“وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين” هي آية قرآنية عظيمة مليئة بالطمأنينة والأمل في نصر الله تعالى وعونه، فهي تذكرنا بأن الله تعالى هو الناصر والمعين، وأنه لن يضيع عباده الذين صبروا على البلاء واحتسبوا الأجر عند الله تعالى، وأن نصره آتٍ وإن طال الزمن.