الوقف في مكة
مقدمة
الوقف هو حبس الأصل وتسبيل المنفعة، وهو من العبادات المالية التي حث عليها الإسلام ورغب فيها، لما لها من أثر كبير في تحقيق التكافل الاجتماعي، ونفع المسلمين في دنياهم وآخرتهم، وقد كان المسلمون الأوائل سباقين إلى الوقف، فأوقفوا الأموال الكثيرة في سبيل الله تعالى، وكان من أبرز مدن الأوقاف مكة المكرمة.
أوقاف العهد النبوي
أوقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم مسجد قباء، وكان أول مسجد بني في الإسلام، وأوقف أيضا ماء زمزم، وأرض فدك، ومسجد الأحزاب، ومسجد الفتح، وغيرها من الأوقاف.
أوقاف الخلفاء الراشدين
تابع الخلفاء الراشدون نهج النبي صلى الله عليه وسلم في الوقف، فأوقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه بئر رومة، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقف حائط بني سلول، وعثمان بن عفان رضي الله عنه أوقف بئر حنين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أوقف بئر ذروان.
أوقاف العصر الأموي
شهد العصر الأموي زيادة كبيرة في عدد الأوقاف في مكة، ومن أبرز أوقاف هذه الفترة مسجد الحرام، الذي وسعه الخليفة عبد الملك بن مروان، وقبة الصخرة المشرفة، التي بناها الخليفة عبد الملك بن مروان أيضا، والمسجد النبوي، الذي وسعه الخليفة عمر بن عبد العزيز.
أوقاف العصر العباسي
استمر اهتمام الخلفاء العباسيين بالأوقاف في مكة، ومن أبرز أوقاف هذه الفترة مستشفى البيمارستان، الذي بناه الخليفة المهدي، ودار المساكين، التي بناها الخليفة هارون الرشيد، ومسجد الشجرة، الذي بناه الخليفة المأمون.
أوقاف العصر المملوكي
شهد العصر المملوكي اهتماما كبيرا بالأوقاف في مكة، ومن أبرز أوقاف هذه الفترة المدرسة الفاخرة، التي بناها السلطان المنصور قلاوون، والخانقاه البيبرسية، التي بناها السلطان بيبرس، والمسجد الجعفري، الذي بناه السلطان جعفر البرمكي.
{|}
أوقاف العصر العثماني
{|}
شهد العصر العثماني أيضا زيادة كبيرة في عدد الأوقاف في مكة، ومن أبرز أوقاف هذه الفترة قصر السقيا، الذي بناه السلطان سليمان القانوني، وسوق الليل، الذي بناه السلطان سليم الأول، ومسجد الصفا، الذي بناه السلطان مصطفى الثالث.
دور الوقف في مكة
لعب الوقف دورا كبيرا في توفير العديد من المرافق والخدمات الهامة في مكة المكرمة، ومن أبرز هذه الأدوار:
{|}
- توفير المياه العذبة للحجاج والمعتمرين
- بناء المساجد والمدارس والمستشفيات
- إطعام الفقراء والمساكين
- إيواء الحجاج والمعتمرين
خاتمة
يمثل الوقف في مكة المكرمة تراثًا إسلاميًا عريقًا يعكس مدى اهتمام المسلمين بالأعمال الخيرية، وقد لعب الوقف دورا كبيرا في توفير العديد من المرافق والخدمات الهامة التي استفاد منها الحجاج والمعتمرون على مر العصور، ولا يزال الوقف حتى يومنا هذا من أهم مصادر التنمية والتطوير في مكة المكرمة.