وكل مايأتي من الله جميل
مقدمة
الحياة مليئة بالأحداث التي لا يمكن توقعها، منها السار ومنها المحزن، ومنها ما يمكن السيطرة عليه ومنها ما لا يمكن السيطرة عليه، ومهما كان الحدث أو مهما اختلف يمكن القول بأن “وكل ما يأتي من الله جميل”.
الحكمة الإلهية
تتسم حكمة الله سبحانه وتعالى بالعظمة، وهو الأعلم بمصالح عباده، قال تعالى: “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 216). وقد يرى الإنسان في حدوث أمر ما شرًا له، ولكن يعود عليه بالنفع في نهاية المطاف، أو قد يرى في أمر خيرًا له ويترتب عليه الضرر في النهاية، لذا فإن الله وحده هو الذي يعلم ما فيه الخير لعباده.
الابتلاءات والشدائد
من مظاهر جمال ما يأتي من الله الابتلاءات والشدائد التي قد تصيب الإنسان، فمن خلالها يكفر عن ذنوبه ويرتقي في درجاته عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط” (الترمذي). كما أن الابتلاءات والشدائد تحفز الإنسان على الصبر والتوكل على الله، وهي بمثابة اختبارات لمدى صموده وقوة إيمانه.
النعم والخيرات
من مظاهر جمال ما يأتي من الله النعم والخيرات التي لا حصر لها، ومنها الصحة والعافية والعقل السليم، وهي نعم لا يدرك الإنسان قيمتها إلا إذا فقدها، قال تعالى: “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا” (إبراهيم: 34). ويجب على الإنسان أن يشكر الله على هذه النعم وأن يستغلها في طاعته وفي فعل الخير.
التيسير بعد العسر
من مظاهر جمال ما يأتي من الله التيسير بعد العسر، وقد قال الله سبحانه وتعالى: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح: 5). فعندما يمر الإنسان بموقف عصيب أو يواجه مشكلة ما، فعليه أن يعلم أن هذا العسر مؤقت وأن الله سيعقبه باليسر والتسهيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (رواه مسلم).
الأمل والتفائل
من مظاهر جمال ما يأتي من الله الأمل والتفائل، فعندما يواجه الإنسان تحديات أو مشاكل، فعليه أن يظل متفائلًا ويتوكل على الله، قال تعالى: “لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” (يوسف: 87). فمهما كانت الظروف صعبة، يجب على الإنسان ألا يفقد الأمل في لطف الله ورحمته.
العبرة من الأحداث
من مظاهر جمال ما يأتي من الله العبرة من الأحداث التي يمر بها الإنسان، فعليه أن يتأمل فيما يقع له من خير أو شر، وأن يستخلص منه العظات والدروس، قال تعالى: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ” (القمر: 17). فكل حدث يمر بالإنسان يحمل في طياته حكمة وخيرًا، ولكن على الإنسان أن يتأمل فيه ويتدبر معانيه.
الرضى والتسليم
من مظاهر جمال ما يأتي من الله الرضى والتسليم بقدر الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: “رَضُوا بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ” (الحديد: 24). فعندما يرضى الإنسان بقضاء الله وقدره ويسلم به، فإن ذلك من أعظم أسباب السعادة والطمأنينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَرَّهُ حُسْنُ عَاقِبَةِ أَمْرِهِ فَلْيَرْضَ بِقَضَاءِ اللَّهِ” (رواه ابن ماجه).
الخاتمة
في النهاية، فإن جمال ما يأتي من الله يظهر في كل شيء، سواء كان خيرًا أو شرًا، وكل حدث يقع للإنسان يحمل في طياته حكمة ورحمة من الله سبحانه وتعالى، لذا يجب على الإنسان أن يتوكل على الله ويرضى بقضائه ويتأمل في أحداث حياته ويستخلص منها العظات والدروس، وعندما يفعل ذلك، فإنه سيجد أن “وكل ما يأتي من الله جميل”.