ومن يعمل المعروف في غير أهله كالذي ينثر الدر على المزابل
المقدمة
يثني الإسلام على فعل الخير والإحسان إلى الآخرين، حتى وإن لم يكونوا يستحقون ذلك. ومع ذلك، فإن المثل العربي “ومن يعمل المعروف في غير أهله كالذي ينثر الدر على المزابل” يحذرنا من عواقب إعطاء الخير لمن لا يستحقه.
إضاعة الخير
عندما تُقدم الخير لمن لا يستحقه، فإنك تضيعه حرفيًا. فالأشخاص الذين لا يستحقون ذلك لن يقدروا جهودك أو لطفك، بل قد يستغلونك. تمامًا كما أن نثر اللؤلؤ على القمامة يضيعها، فإن إعطاء الخير لمن لا يستحقه يضيعه أيضًا.
إهانة الخير
عندما تعطي الخير لمن لا يستحقه، فإنك تهينه. فأنت ترسل رسالة مفادها أنهم لا يستحقون الأفضل وأنك على استعداد لإعطاء صدقاتك بعيدًا دون أي تمييز. هذا يمكن أن يقلل من قيمة الخير ويعزز السلوك السيء.
تشجيع الكسل
عندما تعطي الخير لمن لا يستحقه، فإنك تشجعهم على الكسل. فهم يتعلمون أنه يمكنهم الحصول على ما يريدون دون العمل من أجله، مما يؤدي إلى إعاقتهم عن تطوير مهاراتهم وتحقيق قدراتهم.
إفشال العمل الخيري
عندما يُنظر إلى الأعمال الخيرية كوسيلة لإلقاء الصدقات على المستحقين وغير المستحقين على حد سواء، فإنها تفشل في تحقيق أهدافها. يجب أن يستهدف العمل الخيري أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه، وليس أولئك الذين يستغلونه.
إهدار الموارد
الموارد التي تُنفق على الأعمال الخيرية محدودة. عندما تُعطى لمن لا يستحقونها، تُهدر هذه الموارد. يمكن استخدام هذه الموارد بشكل أفضل في دعم الأشخاص الذين يستحقونها حقًا، مثل الفقراء والمرضى والمعاقين.
إزعاج المجتمع
عندما ينتشر العمل الخيري دون تمييز، فإنه يمكن أن يؤدي إلى إزعاج المجتمع. يمكن أن يؤدي إعطاء الصدقات للمتسولين والمتسكعين إلى تشجيعهم على الاعتماد على الصدقات بدلاً من العمل الجاد. كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الجريمة والإضرار بالنسيج الاجتماعي للمجتمع.
الخاتمة
في حين أن الإسلام يشجع على فعل الخير والإحسان، إلا أنه يحذرنا أيضًا من عواقب إعطاء الخير لمن لا يستحقه. يجب أن يستهدف العمل الخيري أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه، ويجب أن يستخدم بطريقة تشجع على الاستقلال والمسؤولية. فإذا أعطينا الخير لمن يستحقه، فإننا نزيد من تأثيره ونخلق مجتمعًا أفضل للجميع.