يارب استودعتك أهلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مقدمة
الاستوداع عند الله عز وجل من أعظم صور الرضا والتسليم لقضائه وقدره، فهو الذي يملك الأمر كله، والذي بيده مفاتح السماوات والأرض، ومن أجمل ما يمكن أن يودعه المسلم عند الله هم أهله، فهم أغلى ما يملك في هذه الدنيا، وهم من جعلهم الله قرة عين له.
أهمية الاستوداع عند الله
يستودع المسلم أهله عند الله ليحفظهم ويصونهم من كل مكروه، ويجنبهم كل شر، ويوفقهم في حياتهم، ويسهل أمورهم، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.
ويكون الاستوداع عند الله بالدعاء لهم في كل وقت وحين، وفي كل صلاة، وفي كل ذكر لله، كما يكون بالعمل الصالح الذي يسعى المسلم إلى فعله، فكل عمل صالح يفعله المسلم يكتب له أجره، وينفع به أهله في الدنيا والآخرة.
ومن أعظم صور الاستوداع عند الله هو حفظ الأمانة، فالمسلم الذي يحفظ الأمانة التي ائتمنه الله عليها، والتي من بينها أهله، فهو مستحق لحفظ الله له في الدنيا والآخرة.
آداب الاستوداع
هناك بعض الآداب التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها عند استوداعه أهله عند الله، ومن هذه الآداب:
- الإيمان الكامل بأن الله عز وجل هو الذي يحفظ ويصون، وأن لا حول ولا قوة إلا به.
- الدعاء الصادق من القلب، والدعاء الكثير المتكرر في كل وقت وحين.
- العمل الصالح الذي ينفع به أهله في الدنيا والآخرة.
- عدم الجزع أو القلق عند حدوث أي مكروه لأهله، والتوكل على الله والثقة بحسن قضائه وقدره.
فضل الاستوداع عند الله
للاستوداع عند الله فضل كبير، ومن هذا الفضل:
- حفظ الله وتوفيقه لأهل المسلم في الدنيا والآخرة.
- صرف البلاء والشر عن أهل المسلم.
- رزق أهل المسلم من حيث لا يحتسبون.
- تيسير أمور أهل المسلم في الدنيا.
كيف نستودع أهلينا عند الله
نستودع أهلينا عند الله بالدعاء لهم في كل وقت وحين، وفي كل صلاة، وفي كل ذكر لله، كما نستودع أهلينا عند الله بالعمل الصالح الذي نسعى إلى فعله.
ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم لأهله:
- “اللهم احفظ أهلي من كل مكروه، ومن كل شر، ومن كل بلاء، ومن كل مرض.”
- “اللهم اجعل أهلي في ودك، وحفظك، وعنايتك.”
- “اللهم ارزق أهلي من حيث لا يحتسبون.”
- “اللهم سهل أمور أهلي في الدنيا.”
- “اللهم اجعل أهلي من عبادك الصالحين، ومن أهل جنتك.”
ما بعد الاستوداع
بعد أن يستودع المسلم أهله عند الله، عليه أن يثق بحسن قضائه وقدره، وأن يطمئن بأن الله تعالى هو خير حفيظ، وأنه سيحفظ أهله ويصونهم من كل مكروه.
كما عليه أن يواصل الدعاء لأهله في كل وقت وحين، وأن يتوكل على الله في كل أموره.
خاتمة
إن الاستوداع عند الله من أعظم صور الرضا والتسليم لقضائه وقدره، وهو من أعظم الأعمال التي يمكن أن يفعلها المسلم لأهله، فالله عز وجل هو خير حفيظ، وهو الذي يملك الأمر كله، وهو الذي يقدر على كل شيء.
فاستودعوا أهليكم عند الله في كل وقت وحين، وثقوا بحسن قضائه وقدره، وتوكلوا عليه في كل أموركم.