يا رب أنت تعلم
مقدمة
“يا رب أنت تعلم” هي عبارة شائعة يستخدمها المسلمون عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى. وهي تعبر عن إيمان عميق بأن الله وحده هو العالم بكل شيء، الظاهر والباطن، ولا يخفى عليه أي شيء مهما صغر.
1. علم الله القديم والقديم
يعلم الله تعالى كل شيء قبل أن يحدث وبعد أن حدث، يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان. علمه غير مخلوق ولا مكتسب، بل هو صفة ذاتية أزلية لا تتغير ولا تتبدل.
يعلم الله أعداد الذرات في الكون وعدد حبات الرمل في الصحاري.
يعلم ما في ضميرك وما تخفيه في قلبك من أفكار ونوايا.
يعلم مصير كل روح وما سيكون عليها في الحياة الآخرة.
2. علم الله الشامل والواسع
لا يقتصر علم الله على الماضي والحاضر والمستقبل فحسب، بل يشمل أيضًا كل ما هو ممكن ومستحيل. يعلم ما هو خير لنا وما هو شر لنا، ويعلم ما ينفعنا وما يضرنا.
يعلم الله جميع اللغات ويسمع دعاء كل عبد في أي وقت وفي أي مكان.
يعلم ما ستكون عليه حال الأرض بعد ملايين السنين.
يعلم ما في باطن البحار وما في أعماق الأرض.
3. علم الله النافع والمفيد
الهدف من علم الله ليس مجرد معرفة مجردة، بل هو علم نافع ومفيد للعباد. فهو يهدينا إلى الطريق الصحيح ويحذرنا من الانحراف والضلال.
يعلم الله ما ينفعنا في ديننا ودنيانا ويوفقنا له.
يعلم ما يضرنا في ديننا ودنيانا ويحذرنا منه.
يعلم ما يريحنا في الدنيا وما ينقذنا من عذاب الآخرة.
4. علم الله العادل والرحيم
علم الله ليس مجرد علم معرفي بل هو علم حكيم وعدل ورحيم. فهو يعلم ما في القلوب من خير وشر ويجازي كل إنسان بما يستحق.
يعلم الله الظالم والمظلوم ويحاسبهما يوم القيامة.
يعلم الفقير والغني ويرزقهما حسب حاجتهما.
يعلم المريض والمعافى ويمن عليهما بالشفاء أو الصبر.
5. علم الله الغني عن العالمين
لا يحتاج الله إلى علم أحد من خلقه، فهو غني بذاته عن كل شيء. لكنه يعلم عباده من رحمته ولطفه وفضله عليهم.
يعلم الله كل شيء ولا يحتاج إلى أحد ليعلمه.
يعلم الله نوايا العباد قبل أن يتكلموا أو يتصرفوا.
يعلم الله كل عمل صغير أو كبير نقوم به ويحسبنا عليه.
6. علم الله المفرج للكربات
عندما يشتد بنا الكرب والحزن، فإننا نلجأ إلى الله وندعوه بقولنا “يا رب أنت تعلم”. فهو وحده القادر على تفريج همومنا وإزالة أحزاننا.
يعلم الله ما في قلوبنا من هموم وأحزان ويفرجها برحمته.
يعلم الله ما نعانيه من ضعف وفقر ويفرج كربتنا بفضله.
يعلم الله ما نخشاه ونقلق عليه ويصرف عنا الشر بقدرته.
7. خاتمة
إن معرفة الله تعالى وعلمه الشامل والواسع هو أساس الإيمان وصلاح الأعمال. فعندما نعلم أن الله يرانا ويعلم كل شيء، فإننا نحرص على التقوى والعمل الصالح. ونسأله سبحانه أن يلهمنا العلم النافع والمفيد الذي يقربنا إليه ويرضيه عنا.