يارب رحمتك وعفوك ورضاك والجنة

يارب رحمتك وعفوك ورضاك والجنة

تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى سيدهم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد

فإن رحمة الله وعفوه ورضاه غاية القصوى وأسمى المنى، والجنة هي دار النعيم والخلود الأبدي. وهذا ما سوف نتناوله بالتفصيل في هذا المقال.

رحمة الله واسعة

رحمة الله واسعة عظيمة، وسعت كل شيء، وسبقت غضبه، فلا تيأسوا من رحمة الله مهما عظمت ذنوبكم.

قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).

وقد ضرب الله لنا مثلاً لرحمته في الحديث القدسي: “يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم وقفوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر”.

فضل الاستغفار

الاستغفار مفتاح الرحمة، وهو أسرع الطرق لقرب الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب”.

طلب العفو من الله تعالى

العفو هو محو الذنوب والخطايا، وهو من أعظم صفات الله تعالى.

قال تعالى: (وَأَنَا الْغَفَّارُ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.

رضوان الله

رضوان الله هو الغاية القصوى والمنتهى الأعلى، وهو لا يناله إلا من أخلص لله وأطاعه.

قال تعالى: (رِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وييسر له التقوى، ويزهد له في الدنيا، ويغنيه بما في يده”.

جنة الخلد

جنة الخلد هي دار النعيم والخلود الأبدي، وهي أجر المتقين الذين أطاعوا الله وأخلصوا له.

قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَرَبُّهُمْ قَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض”.

نعيم الجنة

نعيم الجنة كثير لا يحصى ولا يعد، ومنه:

• خلود في الجنة لا موت فيها.
• نهر من لبن لا ينقطع ماؤه.
• نهر من عسل لا ينفد.
• نهر من خمر لا يسكر.
• ولدان مكحولون كأنهم اللؤلؤ المكنون.

شروط دخول الجنة

دخول الجنة مشروط بالإيمان والعمل الصالح، ومن ذلك:

• توحيد الله تعالى.
• اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• الإكثار من الأعمال الصالحة.
• الإخلاص في العبادة لله وحده.
• الدعاء الله تعالى بالجنة.

خاتمة

والحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وهدانا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نسأل الله تعالى أن يرحمنا بعفوه ورضاه، وأن يدخلنا جناته الخالدة.