يارب سهل امورنا
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، يارب سهل امورنا واجعل لنا من أمرنا يسراً.
فوض أمرك إلى الله
إذا لجأت إلى الله وحده، ووضعت كل ثقتك فيه، سيسهل لك أمرك، وييسر لك كل عسير، لأن الله تعالى هو وحده القادر على تغيير الأحوال وتيسير الأمور، وهو القائل في كتابه الكريم: “فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” (آل عمران: 159).
لا تقلق بشأن المستقبل، ولا تحزن على الماضي، بل فوض أمرك إلى الله، واستعن به في كل أمورك، فهو خير حافظ وخير وكيل، ولا تنسى أن تردد الدعاء باستمرار: “يا رب سهل أمورنا”.
عندما تثق بالله وتلجأ إليه، فإنك تضع حملاً ثقيلاً على كاهله، وتتخلى عن القلق والتوتر اللذين يعيقانك عن التفكير السليم واتخاذ القرارات الصحيحة، فاستعن بالله دائماً.
دعاء يارب سهل امورنا
اجعل الدعاء سلاحك في مواجهة الصعوبات وتيسير الأمور، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، خاصة في السجود، فإن الدعاء في السجود أقرب ما يكون العبد إلى ربه، ولا تنسى أبداً أن تختم دعاءك بقولك: “يا رب سهل أمورنا”.
ادع الله تعالى أن يسهل لك أمورك كلها، ولا تنسى أن تصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الصلاة عليه سبب لتيسير الأمور ورفع الكرب، وكرر الدعاء باستمرار، فالدعاء يغير الأقدار، وييسر العسير.
واحرص على أن تكون صلاتك خاشعة متدبرة، وأن تقرأ القرآن الكريم وتدبره، وأن تذكر الله تعالى كثيراً، فإن ذكر الله يطمئن القلوب ويزيل الهموم وييسر الأمور بإذن الله تعالى.
توكل على الله
التوكل على الله هو مفتاح تيسير الأمور، فإذا توكلت على الله حق التوكل، واعتمدت عليه في كل أمورك، فإنك ستجد العون والمساعدة منه في كل خطوة تخطوها، ولن يخذلك أبداً.
قال تعالى في كتابه الكريم: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً” (الطلاق: 3)، فتوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة، ولا تخف من الفشل أو الخسارة، فالله تعالى معك دائماً.
وتذكر دائماً أن التوكل على الله لا يعني الكسل أو التواكل، بل هو بذل الأسباب والاجتهاد في العمل، مع الاعتماد على الله تعالى في النتائج، فتوكل على الله واستعن به في كل أمورك، وسييسر لك أمرك بإذن الله.
اصبر على البلاء
الصبر على البلاء من أهم أسباب تيسير الأمور، فإذا صبرت على البلاء والشدائد، وأيقنت أن وراء كل صبر فرج، فإن الله تعالى سيسهل لك أمرك، ويرفع عنك البلاء، ويهبك من فضله.
قال تعالى في كتابه الكريم: “إن الله مع الصابرين” (البقرة: 153)، فاصبر على ما أصابك من مصائب أو هموم، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، فالله تعالى يحب الصابرين، ويجزيهم خير الجزاء.
وتذكر أن الصبر ليس الجلوس مكتوف اليدين، بل هو بذل الأسباب، ومعالجة المشاكل بحكمة وروية، وعدم الاستسلام لليأس أو القنوط، فاصبر على البلاء، وتوكل على الله، وسييسر لك أمرك بإذن الله.
استعن بالصالحين
الاستعانة بالصالحين من أسباب تيسير الأمور، فإذا كنت تواجه صعوبة في أمر من أمورك، فلا تتردد في الاستعانة بأحد الصالحين، الذين عرفوا بالتدين والتقوى، وصدق اللجوء إلى الله تعالى.
اطلب من الصالحين أن يدعوا لك، وأن يذكروك في صلاتهم ودعائهم، فإن دعاء الصالحين مستجاب بإذن الله تعالى، ومن ذلك الاستعانة بالعلماء والفقهاء، الذين يمكنهم مساعدتك في حل مشاكلك وإيجاد الحلول المناسبة لها.
احرص على مجالسة الصالحين، والاستماع إلى حكمتهم وإرشاداتهم، فإن مجالسة الصالحين تفتح لك أبواباً من الخير والبركة، وتساعدك على تيسير أمورك بإذن الله تعالى.
اجعل عملك لله
إذا جعلت عملك لله، وأخلصت فيه النية لله تعالى، فإن الله تعالى سيسهل لك أمرك، وسيبارك لك في رزقك وعملك، ويوفقك في كل خطوة تخطوها.
وقال تعالى في كتابه الكريم: “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً” (الكهف: 110)، فاجعل عملك لله، ولا تشرك معه أحداً، وكن على يقين أن الله تعالى سيرزقك من حيث لا تحتسب.
احرص على أن يكون عملك مباحاً، وأن تتجنب كل ما حرم الله تعالى، وأن تؤدي عملك على أكمل وجه، فإن الإخلاص في العمل من أهم أسباب تيسير الأمور، وبركة الرزق، والنجاح في الدنيا والآخرة.
تفاءل بالخير
التفاؤل بالخير من أهم أسباب تيسير الأمور، فإذا كنت متفائلاً بالخير، ومتوقعاً الأفضل دائماً، فإن الله تعالى سيسهل لك أمرك، ويبعد عنك كل شر.
قال تعالى في كتابه الكريم: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” (غافر: 60)، فتوقع الخير من الله تعالى دائماً، وتفاءل بالخير، فإن الله تعالى يحب المتفائلين.
وتذكر أن التفاؤل بالخير ليس مجرد أمنيات أو أحلام، بل هو توكل على الله تعالى، واعتقاد جازم بأن الله تعالى سيسهل لك أمرك، وسيعطيك من فضله، فتوقع الخير دائماً، وكن على يقين أن الله تعالى معك دائماً.