يارب فرجك على كل مهموم
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوب تؤمن برحمة الله الواسعة، وأرواح تئن من وطأة الهموم، نرفع أكف الضراعة إلى خالق السموات والأرض، داعين ومناجين:
يا رب فرجك على كل مهموم
أنزل يا رحيم فرجك ورحمتك على عبيدك الممتحنين، واشرح صدورهم بعد الضيق والكرب، وبدل حزنهم فرحًا وسرورًا. يارب فرجك على كل مهموم، فرج همنا وارحم ضعفنا.
أنت يا رب العالمين تعلم ما في قلوبنا من أحزان وهموم، وتدرك ما يعصف بنا من آلام وأوجاع، فكن لنا عونًا ومعينًا، وافتح لنا أبواب الفرج واليسر.
إلهنا الكريم، ارحمنا برحمتك الواسعة، واكشف عنا ما نحن فيه من ضيق وكرب، وفرج همنا وأعظم أجرنا.
استجابة الدعاء في الفرج
ثقوا عباد الله الصالحين بأن دعاءكم لن يضيع، وأن ربكم سميع مجيب، فادعوه وتضرعوا إليه، فإنه قريب من عباده يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
إن استجابة الدعاء في الفرج مرتبطة بالإيمان واليقين، فمن دعا وهو موقن بالإجابة، مستشعرًا رحمة الله تعالى، فإن الله سيفرج عنه كربته ويريحه من همه.
واذكروا يا عباد الله أن الله يحب من عباده المكثارين في الدعاء، فعليكم بالإلحاح في الدعاء والابتهال إلى الله، فإنه لا يرد عبدًا دعاه.
أسباب تأخر الفرج
قد يتأخر الفرج عن المؤمن لأسباب منها:
• ضعف الإيمان وقلة اليقين، فالإيمان القوي يزيد من قوة الدعاء وتأثيره.
• كثرة الذنوب والمعاصي، فإنها تحجب الدعاء وتمنع استجابته.
• عدم الصبر على البلاء، فالصبر على المصائب والشدائد يمهد الطريق للفرج.
فضل الدعاء لله بالفرج
إن الدعاء لله تعالى بالفرج له فضل عظيم وثواب كبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات في يومه وليلة، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.
وورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
فادعوا الله بكثرة يا عباد الله، وتضرعوا إليه بالفرج، فهو القادر على كشف الهموم وإزالة الأحزان.
أدعية الفرج من السنة النبوية
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء عند الكرب والحزن:
“يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
“اللهم إني أسألك الفرج بعد الكرب، وأسألك العافية بعد البلاء، وأسألك الغنى بعد الفقر، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت”.
الصبر على الابتلاءات
أيها المسلمون، تذكروا أن الابتلاءات والشدائد هي سنة الله في خلقه، وأنها بلاء واختبار لكم، فاصبروا عليها واحتسبوا الأجر والثواب من الله تعالى.
وإن كنتم في شدة وكرب، فاعلموا أن الله تعالى معكم، وهو يراكم ويعلم ما في قلوبكم، فتوكلوا عليه وتفوضوا إليه أمركم، فهو خير وكيل.
واعلموا أن بعد العسر يسرًا، وأن بعد الكرب فرجًا، فاصبروا على ما أصابكم وثقوا بوعد الله تعالى.
الدعاء بالأمور العامة
لا تقتصروا عباد الله في دعائكم على أنفسكم، بل ادعوا أيضًا للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في كل مكان، وادعوا لهم بالفرج واليسر والتوفيق.
فالدعاء للأخ المسلم له فضل كبير وأجر عظيم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو لأخيه المسلم بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل”.
فادعوا لإخوانكم بالفرج واليسر، واحتسبوا الأجر والثواب من الله تعالى.
الخاتمة
ختامًا، فالله هو الفرج وهو المفرج، وهو القادر على كشف الهموم وإزالة الأحزان، فادعوه بكثرة وتضرعوا إليه بالفرج، واستعينوا به في أموركم واستشعروا قربه منكم.
واذكروا يا عباد الله أن الفرج قريب من المتقين الصابرين، وأن بعد العسر يسرًا، فاستبشروا وتفاءلوا بالخير، واعلموا أن الله لن يخذل عباده المؤمنين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.