يارب فرجك يالله
مقدمة
“يارب فرجك يالله” هي عبارة يتلفظ بها المسلمون في أوقات الشدة والضيق، وهي دعاء إلى الله تعالى أن يفرج كربهم وييسر أمورهم. وتعد هذه العبارة من أكثر الأدعية شيوعًا بين المسلمين، لما فيها من معنى عميق ورجاء عظيم بأن الله تعالى سيفك كربهم وينقذهم من محنتهم.
توكل على الله وألقي همك عليه
أولى خطوات الفرج هي التوكل على الله تعالى، فالله هو وحده القادر على تغيير أحوال العباد وتحويل ضيقهم إلى فرح ويسر. قال تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”. وعلى المسلم أن يلقي همه على الله ولا يحمله إلى غيره، لأن الله وحده هو الكفيل برزق عباده وقضاء حوائجهم. قال تعالى: “أليس الله بكاف عبده”.
لا تنسى ذكر الله
من أهم أسباب الفرج ذكر الله تعالى وتسبيحه في كل وقت وحين. قال تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. وذكر الله له أثر عجيب في تفريج الهم والكرب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به، إلا أحد عمل أكثر منه”.
لا تقنط من رحمة الله
مهما بلغت شدة الكرب، فلا يجب على المسلم أن يقنط من رحمة الله تعالى، فإن رحمة الله واسعة وتشمل كل شيء. قال تعالى: “لا تقنطوا من رحمة الله”. ومن قصص القنوط من رحمة الله، قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد مكث في السجن ظلمًا لمدة اثنتي عشرة سنة، وكان يردد دائمًا دعاء الفرج: “رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”، ولم ييأس من رحمة الله تعالى، حتى جاء الفرج على يد ملك مصر.
استعين بالصبر واليقين
الصبر واليقين من أهم صفات المؤمنين، ومن أهم أسباب الفرج. قال تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلوة”. والصبر هو تحمل المشاق والتعب دون تذمر أو يأس، أما اليقين فهو الثقة الكاملة بأن الله تعالى لن يضيع عباده، وأنه سيفك كربهم في الوقت المناسب.
احذر من تيئيس الناس
من أعظم الذنوب التي يرتكبها الإنسان، تيئيس الناس من رحمة الله تعالى. قال تعالى: “من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون”. فمن ييأس الناس من رحمة الله تعالى، فقد جانب الصواب وضل عن سواء السبيل. ويجب على المسلم أن يبشر الناس بخير الله تعالى، وأن يبعث في نفوسهم الأمل والرجاء، وأن يحذرهم من اليأس والقنوط.
لا تتوانى عن الدعاء
الدعاء هو السلاح الذي لا يصدأ، وهو من أقوى أسباب الفرج. قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”. وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، وأن يلح في مسألته، ولا ييأس من الإجابة. ويمكن للمسلم أن يدعو بصيغة “يارب فرجك يالله”، فهذه العبارة جامعة لكل ما يحتاجه المسلم من الفرج واليسر.
خاتمة
“يارب فرجك يالله” هي عبارة عظيمة المعنى، وهي من الأدعية المأثورة التي يتلفظ بها المسلمون في أوقات الشدة والضيق. وتجمع هذه العبارة بين التوكل على الله تعالى، واليقين بفرجه، والأمل في رحمته، والدعاء إليه بأن يفرج كربهم ويسر أمورهم. وعلى المسلم أن يكثر من ذكر هذه العبارة في دعائه، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، مهما بلغت شدة الكرب، فإن الفرج آت بإذن الله.