يارب فرحه
مقدمة
يعبر دعاء يارب فرحه عن أسمى أماني المؤمنين بالله وحاجتهم الماسة للفرحة والسرور في حياتهم. فالله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على إدخال السرور على قلوب عباده وإزالة أحزانهم ومشاكلهم. ويردد المسلمون هذا الدعاء في كثير من الأوقات، وخاصة عند شعورهم بالحزن أو الضيق.
رحمة الله واسعة
إن رحمة الله وسعت كل شيء، وهو الغفور الرحيم الذي يحب عباده ويريد لهم السعادة والهناء. فالمؤمن بالله يعلم أن الله قادر على إزالة كل همومه وأحزانه، وأن الفرحة الحقيقية لا تكون إلا بقربه ورضاه.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون” (البقرة: 155-157).
التوكل على الله
التوكل على الله هو مفتاح الفرحة والسرور، فمن يتوكل على الله ويؤمن بقضائه وقدره، فإن الله سيكفيه همه وغمّه ويرزقه من حيث لا يحتسب. يقول الله تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (الطلاق: 3).
والمتوكل على الله لا ينشغل بهموم الدنيا ومتاعبها، بل يضع ثقته الكاملة في ربه ويؤمن بأن الله لن يضيعه أبدًا.
الدعاء
الدعاء هو أحد أهم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه ويطلب منه ما يريد. وعندما يدعو العبد ربه ويطلب منه الفرحة والسرور، فإن الله يستجيب دعاءه ويفرج عنه همه ويكرمه برضاه.
يقول الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60).
الرضا بالقضاء والقدر
من أهم أسباب الفرحة والسرور هو الرضا بقضاء الله وقدره، فالمؤمن بالله يعلم أن الله حكيم في أفعاله، وأن ما يصيبه من هموم وأحزان إنما هو اختبار له ورفع لدرجته.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن” (مسلم).
الصبر على البلاء
الصبر على البلاء من أعظم أسباب الفرحة والسرور، فالمؤمن بالله يصبر على ما يصيبه من مصائب وابتلاءات، ويحتسب أجره عند الله، فيرفع الله عنه همه ويكرمه برضاه.
يقول الله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” (الزمر: 10).
الشكر على النعم
الشكر على النعم من أهم أسباب الفرحة والسرور، فالمؤمن بالله يشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة، ويحمد الله على كل حال، فيزيده الله من فضله ويثبته على طاعته.
يقول الله تعالى: “واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” (آل عمران: 103).
الخاتمة
إن الفرحة والسرور من أهم أهداف المؤمنين بالله، وهم يسعون إليها بكل ما أوتوا من قوة. ويدعون الله تعالى ويطلبون منه الفرحة والسرور، ويتوكلون عليه ويرضون بقضائه وقدره، ويصبرون على البلاء ويشكرون الله على نعمه. فإذا اجتمعت هذه الأمور في قلب العبد، فإن الله يفرحه ويسره ويثبته على طاعته.