يارب والباقي وحدك تعلمه
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد،
فإن من أعظم ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات هو قدرته على التفكير والتعقل، والتأمل في هذا الكون ومخلوقاته، وما وراء هذا الكون من غيبات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
العلم المحدود والإيمان بالغيب
إن علم الإنسان محدود، مهما بلغ من الذكاء والاجتهاد والبحث، فهو لا يستطيع أن يحيط بكل شيء، ولا أن يدرك كل ما في هذا الكون، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً”، ويقول تعالى: “وَإِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.”
ولذلك، فإن الإنسان مطالب بالإيمان بالغيب، أي بالأشياء التي لا يعلمها أو لا يستطيع إدراكها، فهذا الإيمان هو أساس الدين، وهو ما يميز المؤمن عن الكافر.
أسرار كثيرة لا يعلمها إلا الله
هناك أسرار كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع الإنسان أن يصل إليها مهما بلغ من العلم والمعرفة، منها:
- علم الساعة: لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، وحده، كما ورد في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۚ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۚ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”
- علم الغيب: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، وحده، كما ورد في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۚ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۚ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”
- علم ما في القلوب: لا يعلم ما في القلوب إلا الله تعالى، وحده، كما ورد في قوله تعالى: “وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”
الإيمان بالغيب يثبت القلب ويقوي الإيمان
إن الإيمان بالغيب يثبت القلب، ويقوي الإيمان، ويزيد الإنسان يقينًا بأن الله تعالى هو وحده العالم بكل شيء، وهو وحده الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو وحده الذي يقدر على كل شيء.
فعندما يؤمن الإنسان بالغيب، لا يقلق على مستقبله، ولا يخاف من المجهول، ولا يتكبر على الآخرين، ولا يتوكل إلا على الله وحده، لأنه يعلم أن الله تعالى هو وحده الذي يعلم الغيب، وهو وحده الذي بيده كل شيء.
أهمية الاستعانة بالله في كل الأمور
لأن الله تعالى هو وحده العالم بكل شيء، وهو وحده القادر على كل شيء، فإن الإنسان مطالب بأن يستعين به في كل أموره، ويلجأ إليه في كل حاجاته، ويتوكل عليه في كل أموره.
فعندما يستعين الإنسان بالله، فإنه يثق بأن الله تعالى لن يتركه، ولن يخيب أمله، وسوف يعينه على حل مشاكله، وتحقيق أهدافه، وتجاوز الصعوبات التي تواجهه.
الاستعانة بالله في الشدائد والمحن
وتزداد أهمية الاستعانة بالله في الشدائد والمحن، فعندما يواجه الإنسان صعوبة أو محنة، فإن عليه أن يلجأ إلى الله وحده، ويدعوه أن يعينه على تخطي هذه المحنة، وأن يفرج كربه، ويحقق له ما يتمنى.
وإذا استعان الإنسان بالله في شدته، فإنه سيشعر بالراحة والسكينة، وسيتيقن أن الله تعالى لن يتركه وحيدًا، وسوف يعينه على حل مشكلته، وتجاوز محنته.
الرضا والتسليم لقضاء الله
من أعظم ما يجب على الإنسان أن يتحلى به هو الرضا والتسليم لقضاء الله تعالى، فالله تعالى هو الحكيم العليم، وهو وحده الذي يعلم ما فيه خير العبد، وما فيه شره.
وإذا رضى الإنسان بقضاء الله، وتسلم لأمره، فإن قلبه سيهدأ، وسيزول عنه القلق والحزن، وسيتيقن أن الله تعالى لا يريد به إلا الخير.
الخاتمة
أن الإيمان بالغيب يثبت القلب، ويقوي الإيمان، ويزيد الإنسان يقينًا بأن الله تعالى هو وحده العالم بكل شيء، وهو وحده الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو وحده الذي يقدر على كل شيء.
ولذلك، فإن الإنسان مطالب بأن يستعين بالله في كل أموره، ويلجأ إليه في كل حاجاته، ويتوكل عليه في كل أموره، وأن يرضى بقضاء الله، ويسلم لأمره، فالله تعالى هو الحكيم العليم، وهو وحده الذي يعلم ما فيه خير العبد، وما فيه شره.