يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض، هي إحدى آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن قدرة الله تعالى وعظمته في تدبير شؤون الكون وتسيير أمور العباد. ويشير هذا التدبير إلى أن الله تعالى هو المدبر لكل شيء، من أصغر الأمور إلى أكبرها، وأنه لا يعجز عن تدبير شأن من شؤون مخلوقاته.
مفهوم تدبير الأمر من السماء إلى الأرض
تدبير الأمر من السماء إلى الأرض يعني أن الله تعالى هو الذي يضع الخطط والسياسات التي تحكم الكون وتدير أمور العباد. وهو الذي يتحكم في جميع الأمور، من حركة الكواكب والنجوم إلى تصرفات البشر وحركاتهم. وكل ما يحدث في الكون هو وفق مشيئة الله تعالى وإرادته.
أدلة تدبير الأمر من السماء إلى الأرض
هناك العديد من الأدلة التي تثبت تدبير الله تعالى للأمور من السماء إلى الأرض، منها:
1. نظام الكون
نظام الكون الدقيق والمتناسق هو دليل على تدبير الله تعالى. فحركة الكواكب والنجوم، وتغير الفصول، ودورة الماء، كل ذلك يتم وفق نظام محكم لا يمكن أن يكون من تلقاء نفسه.
2. خلق الإنسان
خلق الإنسان هو دليل آخر على تدبير الله تعالى. فالإنسان هو كائن معقد وبديع، من ناحية تركيبه الجسدي وعقله وإرادته. وهذا يدل على أن الذي خلقه هو خالق عظيم قدير.
3. الرزق والأجل
رزق الله تعالى لعباده وأجلهم هو دليل على تدبيره للأمور. فهو الذي يرزق من يشاء بقدره، ويحدد أجل كل إنسان. وهذا يدل على أنه لا يعجز عن تدبير شأن من شؤون مخلوقاته.
صفات تدبير الله للأمر
تدبير الله تعالى للأمور يتميز بعدة صفات، منها:
1. الحكمة
يدبر الله تعالى الأمور بحكمة بالغة، وهو يعلم ما يصلح لعباده وما يضرهم. وقد قال تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.
2. العدل
يدبر الله تعالى الأمور بعدل، ولا يظلم أحداً من خلقه. وقد قال تعالى: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة”.
3. الرحمة
يدبر الله تعالى الأمور برحمة، وهو يرحم خلقه ويرزقهم من حيث لا يحتسبون. وقد قال تعالى: “ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله”.
ثمار تدبير الله للأمر
تدبير الله تعالى للأمور له العديد من الثمار، منها:
1. الأمن والاستقرار
تدبير الله تعالى للأمور يجلب الأمن والاستقرار للعالم. فإذا ساد العدل والرحمة، فإن الناس سيعيشون في أمن وسلام.
2. التقدم والازدهار
تدبير الله تعالى للأمور يحقق التقدم والازدهار للأمم. فإذا اتبع الناس أوامر الله واجتنبوا نواهيه، فإنهم سينعمون بالخيرات والبركات.
3. الفلاح والنجاح
تدبير الله تعالى للأمور يمنح الفلاح والنجاح للأفراد. فإذا توكل الإنسان على الله وأحسن ظنه به، فإن الله سيسهل له أموره ويرزقه من حيث لا يحتسب.
عبادة الله تعالى بتدبيره للأمور
عبادة الله تعالى بتدبيره للأمور تكون من خلال:
1. الإيمان
الإيمان بأن الله تعالى هو المدبر للأمور من السماء إلى الأرض هو أول خطوة في عبادته.
2. التوكل
التوكل على الله تعالى في جميع الأمور هو ثمرة الإيمان.
3. الرضا
الرضا بقضاء الله تعالى وقدره هو من صفات المؤمنين الصادقين.
أثر تدبير الله للأمور على حياة الإنسان
تدبير الله تعالى للأمور له أثر كبير على حياة الإنسان، فهو يمنحه:
1. الطمأنينة
الإيمان بتدبير الله للأمور يمنح الإنسان الطمأنينة والراحة النفسية.
2. التفاؤل
الإيمان بتدبير الله للأمور يجعل الإنسان متفائلاً بالمستقبل.
3. الصبر
الإيمان بتدبير الله للأمور يمنح الإنسان الصبر على المصائب والابتلاءات.
الخلاصة
تدبير الأمر من السماء إلى الأرض هو أحد أركان الإيمان بالله تعالى. وهو يدل على قدرته وعظمته ورحمته وحكمته. والإيمان بتدبير الله تعالى للأمور له ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة. وهو يمنح الإنسان الطمأنينة والراحة النفسية والتفاؤل والصبر.