اليد فيها مغذية
اليد فيها مغذية هي استعارة بلاغية تشير إلى أن اليد اليمنى هي التي تنفق وتتصدق، بينما اليد اليسرى هي التي تستقبل وتمسك بالشيء المتصدق به. وقد وردت هذه الاستعارة في القرآن الكريم في الآية 17 من سورة البلد: “ويسئلونك ماذا ينفقون، قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم”.
أهمية اليد اليمنى
تعتبر اليد اليمنى اليد الفاعلة في الإسلام، وهي اليد التي تمسك بالقلم وبالسيف، وهي اليد التي تؤدي بها الصلوات والعبادات، فهي رمز للعمل والخير والعطاء. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “ما من مسلم ينفق نفقة إلا كتب له عشر حسنات، فاليد العليا خير من اليد السفلى”.
ويستحب في الإسلام أن تكون اليد اليمنى هي التي تعطي المال والصدقات، وأن تكون اليد اليسرى هي التي تستقبلها. وذلك اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا تصدق بشيء وضعه في يمين المتصدق عليه، وإذا تصدق عليه بشيء أخذه بيمينه.
أهمية اليد اليسرى
على الرغم من أن اليد اليمنى هي اليد الفاعلة في الإسلام، إلا أن اليد اليسرى لها أهميتها أيضًا. فهي اليد التي تمسك بالشيء المتصدق به، وهي اليد التي تدافع عن النفس والعرض، وهي اليد التي تؤثر بها الطيبات على المنكرات.
ويستحب في الإسلام أن تكون اليد اليسرى هي التي تمسك بالشيء المتصدق به، وذلك حتى لا ينظر المتصدق إلى ما أعطى ويشعر بالكبر أو العجب. كما يستحب أن تكون اليد اليسرى هي التي تدافع عن النفس والعرض، وذلك حتى لا يرتكب المسلم الظلم أو العدوان.
أسباب تسمية اليد اليمنى بالمغذية
هناك عدة أسباب لتسمية اليد اليمنى بالمغذية، من أهمها:
- أنها اليد التي تعطي المال والصدقات، وهي اليد التي تطعم الفقراء والمساكين.
- أنها اليد التي تعمل وتكدح، وهي اليد التي توفر الغذاء والمأوى والكساء لأصحابها.
- أنها اليد التي تدافع عن النفس والعرض، وهي اليد التي تحمي أصحابها من الأعداء والمخاطر.
اليد فيها مغذية: دروس مستفادة
هناك العديد من الدروس المستفادة من استعارة اليد فيها مغذية، من أهمها:
- أن العطاء أفضل من الأخذ، وأن اليد العليا خير من اليد السفلى.
- أن العمل والكسب الحلال أفضل من التكفف والاعتماد على الغير.
- أن الدفاع عن النفس والعرض واجب على كل مسلم، وأن اليد اليسرى خير معين على ذلك.
يد فيها مغذية: أمثلة من التاريخ الإسلامي
هناك العديد من الأمثلة على “اليد فيها مغذية” في التاريخ الإسلامي، من أهمها:
- الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان معروفًا بعطائه وسخائه، وكان يقول: “ما نفع المال إلا للنفقة في سبيل الله وفي سبيل إخوانكم”.
- الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كان أول من تصدق بماله كله في سبيل الله، وكان يقول: “ما من شيء أحب إلي من أن أطعم جائعًا أو أكسو عريانًا”.
- المرأة الصالحة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها، كانت معروفة بكرمها وأخلاقها، وكانت تقول: “ما من شيء أحب إلي من أن أدخل السرور على قلب مسلم، سواء كان غنياً أو فقيرًا”.
اليد فيها مغذية: في الأدب العربي
وردت استعارة اليد فيها مغذية في العديد من الأعمال الأدبية العربية، من أهمها:
- في شعر المتنبي، يقول: “وإذا كانت النفوس كبارًا / تعبت في مرادها الأجسام”>
- في نثر الجاحظ، يقول: “إنما اليد العليا هي اليد التي تمسك بالقلم، والسفلى هي التي تمسك بالسيف”.
- في رواية طه حسين “الأيام”، يقول: “كانت يده اليمنى مغذية بالخير، فكان يعطي من ماله ولا يمن على أحد”.
يد فيها مغذية هي استعارة بلاغية تعبر عن أهمية العطاء والعمل على حساب الأخذ والتكفف. وهي استعارة لها أصولها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد وردت في العديد من الأعمال الأدبية العربية. ومن الدروس المستفادة منها أن العطاء أفضل من الأخذ، وأن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن العمل والكسب الحلال أفضل من التكفف والاعتماد على الغير.