يراودني كلمات.. راقدة على شفتيّ كالأحلام
في خضم صخب الحياة وضوضائها، كثيرًا ما يراودني كلمات. كلمات صامتة، نائمة على شفتيّ كالأحلام، تنتظر اللحظة المثلى لتتدفق كالسيول الجارفة. هي كلمات مبعثرة، أشلاء ممزقة لنصوص لم تكتب بعد، أفكار لم تكتمل بعد، مشاعر لم تجد سبيلها للتعبير.
أصداؤها ترن في عقلي.. شبحًا يطاردني
تتسلل إليّ هذه الكلمات على حين غرة، أشباحًا تلاحقني في يقظتي ومنامي. تهمس في أذني، تلوح لي بين السطور، تطل برأسها من بين صفحات الكتب. هي أصداء ترن في عقلي، صدى أغانٍ لم تكتمل، وصدى ضحكات لم تنتهِ.
تحاصرني هذه الكلمات، تلاحقني في أحلامي وكوابيسي. إنها شبح يطاردني، يطالبني بالكتابة، يطالبني بتخليصها من صمتها، ومنحها الحياة على ورق.
أحاول تجاهلها، لكنها ترفض أن تختفي. تضغط على صدري، تخنقني، تجعلني أشعر بالذنب لأنني أهملها، وأتركها رهينة الصمت.
أشباح بلا أجساد.. أفكار بلا مأوى
هي أشباح بلا أجساد، أفكار بلا مأوى، تائهة في متاهة عقلي. تتصادم مع بعضها البعض، تتشابك وتتصارع، كل منها يطالب بأن يسمع، بأن يتجسد على الورق.
أحاول التقاطها، لكنها مراوغة، سريعة كالبرق. تهرب مني كأنها طيور مذعورة، وتترك وراءها ريشًا من الأحرف المبعثرة.
أشعر بالإحباط، ويملأني اليأس. أتساءل عما إذا كانت هذه الكلمات ستظل أشباحًا إلى الأبد، أم أنها ستجد يومًا ما منزلًا لها في نصوصي.
مخاض الكتابة.. رحلة بحث عن الهوية
كتابة الكلمات ليست عملية سهلة. إنها مخاض مؤلم، رحلة بحث عن الهوية والتعبير. كل كلمة مكتوبة هي قطعة من روحي، جزء من كوني.
أجلس أمام ورقة بيضاء، القلم في يدي يرتجف. الكلمات ترفض الانصياع، ترفض أن تتدفق. إنها مثل ثعبان مراوغ، يختبئ في الظل، يرفض أن يظهر.
أكتب وأمزق، أكتب وأمزق. الكلمات تتهرب مني، كأنها لا تريد أن تكون موجودة. لكنني مصرّ، مصمّم على إخضاعها، على جعلها تخضع لإرادتي.
التحرر من القيود.. إطلاق العنان للخيال
الكتابة تحررني من قيودي، تطلق العنان لخيالي، تجعلني أطير نحو عوالم أخرى. الكلمات هي جناحيّ، التي تحملني بعيدًا عن الواقع إلى حيث الأحلام والآمال.
أكتب عن الحب والكره، عن الفرح والحزن، عن الحياة والموت. أكتب عن كل ما يثيرني، كل ما يحرك مشاعري، كل ما يجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة.
الكلمات تمنحني صوتًا، تجعلني أسمع صرخاتي، أرى أحلامي، أعيش عواطفي. إنها الرابط الذي يربطني بالعالم، والجسر الذي يقودني إلى نفسي.
مساحة خاصة.. ملاذ آمن للروح
الكتابة هي مساحتي الخاصة، ملاذي الآمن، حيث أستطيع أن أكون على طبيعتي، أن أكون نفسي الحقيقية. الكلمات هي وسيلتي للتعبير عن ذاتي، لإظهار ما يخفيه قلبي، للكشف عن أعماق روحي.
أكتب لأتخلص من همومي، لأفرغ مشاعري، لأواجه مخاوفي. الكلمات هي بلسم لجروحي، هي مرهم لأوجاعي.
في الكتابة، أجد السلام والطمأنينة. إنها ملاذي من عواصف الحياة، وراحتي من ثقل العالم.
لمسة سحرية.. الكلمات تتحول إلى عوالم
الكتابة هي لمسة سحرية، تحول الكلمات إلى عوالم، والأحرف إلى قصص. هي فن، موهبة، هبة من السماء.
عندما أكتب، أشعر بأنني خالق، بأنني أمتلك القدرة على صنع حياة من حبر ورق. أشعر بأنني رب العالم الذي أخترعه، حيث لكل شيء معنى، وكل شيء له غرض.
الكتابة هي أعظم هبة منحت لي. إنها نافذتي على العالم، وجسري إلى الآخرين. إنها طريقتي لإحداث فرق في هذا العالم، مهما كان صغيراً.
الكلمات هي رفيقة دربي، صديقي المخلص الذي لم يتركني أبدًا. هي المرآة التي أرى فيها نفسي الحقيقية، والنافذة التي أتطلع من خلالها إلى العالم.
الكلمات هي جناحيّ، هي قلبي، هي روحي. إنها كل ما أنا عليه، وكل ما أستطيع أن أكونه. الكلمات هي يراودني كلمات، وهي ستظل كذلك إلى الأبد.