يعد الضوء عاملا محددا لتقسيم مناطق البيئة المائية
يعد الضوء عاملاً رئيسياً فى تحديد النطاق الرأسى لعالم البحار، حيث أنه ضرورى لعملية البناء الضوئى الذى تقوم به الطحالب والنباتات البحرية، ويتحدد مدى توغل الضوء فى الماء بواسطة العديد من العوامل منها:
{|}
1. امتصاص الماء للضوء
يمتص الماء الضوء بشكل انتقائى مع الأطوال الموجية المختلفة، حيث يمتص الضوء الأحمر البرتقالى والأصفر بسرعة أكبر من الضوء الأزرق والأخضر والأرجوانى، وهذا ما يفسر اللون الأزرق للماء، حيث أن الضوء الأزرق هو الأكثر توغلاً فى الماء، يمكن أن يمتص الماء العذب حتى 10-15٪ من الضوء عند 1 متر، بينما يمكن أن يمتص الماء المالح ما يصل إلى 50٪ من الضوء عند نفس العمق.
2. جزيئات معلقة
تؤثر الجزيئات المعلقة فى الماء، مثل العوالق والطمي والرواسب، على توغل الضوء عن طريق امتصاصه وتشتيته، يمكن أن تؤدى زيادة مستويات الجسيمات المعلقة إلى تقليل توغل الضوء بشكل كبير، حتى فى المياه الصافية نسبياً، يمكن للجزيئات العالقة أن تشتت ما يصل إلى 10٪ من الضوء عند 1 متر.
3. الأصباغ الملونة المذابة
يمكن أن تمتص الأصباغ الملونة المذابة فى الماء، مثل الأصباغ الصفراء والبنية الناتجة عن المواد العضوية المتحللة، الضوء وتقلل من توغله، يمكن أن تتراوح تركيزات هذه الأصباغ من منخفضة إلى عالية، حسب نوع النظام المائى ودرجة تلوثه.
4. المناطق الرئيسية
{|}
بناءً على توفر الضوء، يمكن تقسيم المناطق المائية عموديًا إلى ثلاث مناطق رئيسية:
أ. المنطقة الضوئية
وهى المنطقة التى يتوفر فيها ما يكفى من الضوء لدعم عملية البناء الضوئى، وتتواجد فى الأعماق التى تخترقها أشعة الشمس، وتتراوح عادةً من السطح إلى عمق 200 متر، حيث يكون إنتاج الطحالب والنباتات البحرية مرتفعًا ويمكن أن تزدهر الشعاب المرجانية.
{|}
ب. المنطقة المظلمة
وهى المنطقة الواقعة أسفل المنطقة الضوئية حيث يكون الضوء غير كافٍ لدعم عملية البناء الضوئى، ويمكن أن تمتد هذه المنطقة إلى عمق كيلومترات، وتكون هذه المنطقة غير مأهولة إلى حد كبير باستثناء بعض الكائنات المتكيفة بشكل خاص.
ج. منطقة الانتقال
وهى المنطقة الواقعة بين المنطقة الضوئية والمنطقة المظلمة، حيث يتناقص الضوء تدريجيًا مع العمق، وتكون هذه المنطقة موطنًا للكائنات التى تتحمل انخفاض مستويات الضوء، مثل بعض أنواع الأسماك والحبار والقشريات.
5. الأعماق التى يمكن اختراقها بواسطة الضوء
{|}
تختلف الأعماق التى يمكن اختراقها بواسطة الضوء بشكل كبير حسب خصائص الماء وكمية الضوء الساقط على السطح، فى المياه الصافية، يمكن أن يصل الضوء إلى أعماق تصل إلى 100 متر أو أكثر، بينما فى المياه العكرة، قد لا يتجاوز عمق الاختراق بضعة أمتار، فى المحيط المفتوح، حيث تكون المياه صافية نسبيًا، يمكن أن يصل الضوء إلى أعماق تصل إلى 1000 متر أو أكثر.
6. التأثيرات على الكائنات البحرية
يؤثر الضوء على الكائنات البحرية بطرق متعددة، فهو ضرورى لعملية البناء الضوئى التى تقوم بها الطحالب والنباتات البحرية، كما يؤثر الضوء على إيقاعات الساعة البيولوجية للكائنات البحرية، ويستخدم الضوء أيضًا فى التمويه والتواصل بين الكائنات البحرية.
7. أهمية المناطق المضاءة
تعتبر المناطق المضاءة من البيئة البحرية بالغة الأهمية بسبب دورها فى إنتاج الغذاء ودورة الكربون وتوفير الموائل للكائنات البحرية، كما أنها تلعب دورًا فى تنظيم درجة حرارة الأرض من خلال امتصاص ثانى أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين.
{|}
الخلاصة
يعد الضوء عاملاً محددًا رئيسيًا لتقسيم مناطق البيئة المائية، حيث يؤثر على توزيع الكائنات البحرية وإنتاجيتها ووظيفة النظام البيئى الإجمالية، ومن خلال فهم تأثير الضوء على البيئة البحرية، يمكننا إدارة وحماية هذه النظم البيئية القيمة بشكل أكثر فعالية.