عبارات عن حفظ النعمة
حفظ النعمة من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وهي تعني شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة والمحافظة عليها واستغلالها فيما ينفع. وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على حفظ النعمة، كما دأب السلف الصالح على شكر الله تعالى على نعمه والاستفادة منها في طاعته وعبادته.
شكر النعم لازدهارها
إن شكر النعم يترتب عليه ازدهارها وزيادتها، فكما قال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”، أي لئن شكرتم نعم الله عليّكم لأزيدنكم منها، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير”.
كما أن شكر النعمة يقرب العبد من ربه ويجعله مستحقاً لنعمه، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليباهي الملائكة بالعبد الشكور”.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: “إن الشكر سبب لإبقاء النعمة ودوامها، قال تعالى: (فاذكروني أذكركم، واشكروا لي ولا تكفرون). فكما أن الذكر سبب لدوام الذكرى، فالشكر سبب لدوام الشكور، فكلما ازداد الشكر ازدادت النعم، كما أن الكفران سبب لزوال النعم، كما قال تعالى: (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
دور الحفظ في حفظ النعمة
إن حفظ النعمة يقتضي المحافظة عليها وعدم إهدارها أو إساءة استخدامها، فكما قال تعالى: “ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين”، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
ومن صور حفظ النعم المحافظة على الوقت واستغلاله فيما ينفع، فكما قال الشاعر: “اغتنم وقت الفراغ، فإنه ذاهب، فإذا ذهب لا يعود أبداً”، والمحافظة على الصحة باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والامتناع عن كل ما يضر بها.
وقال الحسن البصري رحمه الله: “نعمتان لا يشعر بهما إلا من فقدهما: الصحة والأمان”. فالصحة نعمة لا يقدرها إلا من فقدها والمرض ألم به، والأمان نعمة لا يقدرها إلا من فقدها وشعر بالخوف والقلق.
قناعة النفس أحد أسباب حفظ النعمة
القناعة أحد أهم أسباب حفظ النعمة، فمن قنع بما قسم الله تعالى له من رزق ورزق لم يسخط على قسم الله ولا تمنى غيره، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القناعة كنز لا يفنى”.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: “القناعة هي رد القلب إلى الله تعالى، وإيمانه بأنه الحكيم في قسمه العادل في فعله، فإذا استقر هذا في القلب سكن وطابت نفسه”.
ومن صور القناعة الرضا بما قسم الله تعالى لعبده من رزق ورزق، قال تعالى: “فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن، كلا بل لا تكرمون اليتيم”.
الاعتراف بالنعم سبب لحفظها
الاعتراف بالنعم سبب لحفظها واستدامتها، فكما قال تعالى: “واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم”، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.
ومن صور الاعتراف بالنعم الثناء على الله تعالى وشكر نعمه على العباد، فكما قال تعالى: “واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً”.
كما أن الاعتراف بنعم الله تعالى يقتضي حفظها واستغلالها فيما ينفع، فكما قال تعالى: “وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
حفظ النعمة على الآخرين
حفظ النعمة على الآخرين من صور حفظ النعمة العامة، فكما قال تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”. وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة نفس عنه الله كربة من كرب يوم القيامة”.
ومن صور حفظ النعمة على الآخرين إغاثة الملهوف وإطعام الجائع وكساء العاري وإيواء الغريب، فكما قال تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”. فالإنسان الذي ينفع الناس ويحفظ نعم الله عليهم هو خير الناس وأحبهم إلى الله تعالى.
حفظ النعمة على الأمة
حفظ النعمة على الأمة من صور حفظ النعمة العامة، فكما قال تعالى: “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
ومن صور حفظ النعمة على الأمة المحافظة على وحدتها وتماسكها، فكما قال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
كما أن حفظ النعمة على الأمة يقتضي الحفاظ على أمنها واستقرارها، فكما قال تعالى: “والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوا يكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.
حفظ النعمة من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وهي تعني شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة والمحافظة عليها واستغلالها فيما ينفع. وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على حفظ النعمة، كما دأب السلف الصالح على شكر الله تعالى على نعمه والاستفادة منها في طاعته وعبادته.