قصيده مدح بنت
تفيض المشاعر رقّة وحناناً حين أتأمل معاني الأبوّة، وأشهد تجلياتها في رعاية الآباء لبناتهم، فمنذ اللحظة الأولى لولادتها، يصبح قلب الأب حديقة غناء يفيض بالحب والعطف، وتغدو ابنته زهرة يانعة في جنباتها، يعتني بها ويسقيها من ينابيع قلبه، حتى تتفتّح وتُزهر وتُضفي على حياته عبق الجمال وبهجة الألوان.
أريج البراءة وعذوبة الطفولة
تتدثر البنات في طفولتهن بحلل البراءة والعذوبة، فتكون ابتسامتهن نسمة عليلة تنساب في أرواح الآباء، وتكون ضحكاتهنّ سيمفونية عذبة تُبدد الأحزان، فيرعاهنّ الآباء بعيون يقظة، ويحوطونهن بحنان لا يُضاهى، يراقبون خطواتهن الأولى، ويحتفون بانتصاراتهن الصغيرة، كأول كلمة ينطقن بها، أو أولى خطواتهن على درب الحياة.
شمس الصبا وجمال الروح
مع دنو سنّ الصبا، تتحول البنات إلى شموس تضيء دروب آبائهن، وتمنحهم الدفء والأمان، يزداد جمالهنّ الداخلي والخارجي، فيتفتّح عقلهنّ ويتوقن إلى المعرفة، ويتوق قلبهنّ إلى الحب والعطاء، فيدعمهنّ آباؤهن في مسار حياتهن، ويشجعونهن على تحقيق أحلامهن، ويظلّون ملاذهن الآمن في كل حين.
رحلة التفوق والإنجاز
لا يقتصر دور الآباء في حياة بناتهم على الرعاية والحماية، بل يتعداه إلى تشجيعهن على التفوق والتميّز، يدعمون طموحاتهن، ويحفزونهن على السعي وراء أحلامهن، فيقفون إلى جانبهنّ في كل خطوة من خطواتهن، يشجعونهن على إطلاق العنان لإبداعهن، ويساندونهن في مسيرتهن نحو النجاح والتميز.
حارسات الأبوّة وأمهات الغد
البنات هنّ حارسات الأبوّة، فهنّ من يحملن تراث آبائهن، ويُورثنه للأجيال القادمة، هنّ الجذور الراسخة التي تحفظ هوية العائلة وتصون تاريخها، كما أن البنات سيكونون أمهات الغد، من سيُنشئن جيلًا صالحًا يملؤه الحب والعطف، لذا فإن تربية الفتاة تقع على عاتق الأب، فهو من يصوغ شخصيتها ويُعزز ثقتها بنفسها.
النعمة والهبة الإلهية
امتلاك البنات نعمة إلهية عظيمة، فهي منحة من السماء يُرزق بها الآباء لتكون زينة حياتهم وسعادة قلوبهم، البنات هنّ فلذات الأكباد، ومصدر السكينة والطمأنينة، وهنّ من يُغني حياة الآباء بالفرح والسرور، فحضورهنّ في المنزل يُضفي على المكان بهجة وحيوية، وغيابهنّ يخلق فراغًا كبيرًا في نفوس الآباء.
القدوة والنموذج الحسَن
للآباء دور كبير في صياغة شخصية بناتهم، فهم قدوتهن وأولى من يؤثر فيهن، لذا فإن حرص الآباء على أن يكونوا نماذج حسنة يُحتذى بها ينعكس إيجابًا على تربية بناتهم، فالبنات يتعلمن من آبائهن الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة، ويكتسبن منهم سمات الشخصية الإيجابية، كالصدق والمسؤولية.
الملاذ الآمن والكتف الدافئة
مهما كبرت البنات وتقدمن في العمر، يبقين فتيات أبيهن، الملاذ الآمن الذي يلجأن إليه في الشدائد، والكتف الدافئة التي تتكئن عليها في الأزمات، يبقى الأب هو الحامي والداعم الأبدي لابنته، وهو مستعد دائمًا لتقديم النصح والإرشاد، وإبداء الرأي السديد، فهو ركنها الركين الذي لا يتزعزع.
وختامًا، فإن قصيدة مدح البنات قصيدة لا تنتهي، ففضائلهم ومزاياهن تفيض عن الحصر، هنّ ملائكة الرحمة في الأرض، وزينة الحياة الدنيا، فطوبى لمن رزقه الله ببنات صالحات، هنّ عون له في دنياه، وشفيعات له في آخرته.