أسعد الله من أسعدنا
مقدمة
السعادة من نعم الله تعالى التي لا تُقدر بثمن، وهي غاية يسعى إليها كل إنسان، وتختلف أسباب السعادة من شخص لآخر، فقد تكون في تحقيق الأهداف، أو في العلاقات الاجتماعية الناجحة، أو في الصحة والعافية، أو في الشعور بالرضا والقناعة.
الرضى والقناعة
يعتبر الرضا والقناعة من أهم أسباب السعادة، فالشخص الذي يرضى بما قسمه الله له، ولا يتطلع إلى ما في أيدي الآخرين، ولا يقارن نفسه بهم، هو شخص سعيد، لأنه لا يحمل في قلبه حقدًا أو حسدًا أو ضغينة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن يرضى العبد بما قسم الله له خير له من أن يسأل الله عز وجل ويسخط بما قسم الله له”.
وإن من أسباب الرضا والقناعة، معرفة أن لكل شخص نصيبًا مقسومًا من الله تعالى، وأن السعادة الحقيقية لا تكمن في كثرة المال أو الجاه أو المنصب، وإنما تكمن في القلب الذي يرضى بما قسم الله له.
الصحة والعافية
الصحة والعافية من أعظم نعم الله تعالى، فالشخص الذي يتمتع بصحة جيدة، وقوة بدنية، وعقل سليم، هو شخص سعيد، لأنه قادر على القيام بأنشطته اليومية، وتحقيق أهدافه، والاستمتاع بحياته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصّحة والفراغ”.
وإن من أسباب الصحة والعافية، اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والابتعاد عن الضغوط النفسية.
العلاقات الاجتماعية الناجحة
العلاقات الاجتماعية الناجحة من أهم أسباب السعادة، فالشخص الذي لديه علاقات اجتماعية قوية، محاط بأشخاص يحبونه ويهتمون به، هو شخص سعيد، لأنه يشعر بالحب والدعم والانتماء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.
وإن من أسباب العلاقات الاجتماعية الناجحة، حسن الخلق، والصدق والأمانة، والوفاء والعطاء، والتعاون والتكاتف.
تحقيق الأهداف
تحقيق الأهداف من أسباب السعادة، لأنها تعطي الشخص شعورًا بالإنجاز والرضا، وتجعله يشعر أنه قادر على التغلب على التحديات، وتحقيق طموحاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحّة والفراغ”.
وإن من أسباب تحقيق الأهداف، تحديد الأهداف بوضوح، وتقسيمها إلى أهداف صغيرة يمكن تحقيقها، والعمل بجد وجهد لتحقيقها، والمثابرة على العمل حتى تحقيقها.
الأفعال التي تُسعد الآخرين
الأفعال التي تُسعد الآخرين من أسباب السعادة، لأنها تجعلك تشعر بأنك شخص مفيد ومؤثر في حياة الآخرين، وأنك تساهم في إسعادهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أسعد الناس من أسعد الناس”.
وإن من الأفعال التي تُسعد الآخرين، مساعدة المحتاجين، وعيادة المرضى، وصلة الرحم، وإدخال السرور على قلوب الناس.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي من أسباب السعادة، لأنه يساعدك على التعرف على مشاعرك ومشاعر الآخرين، وإدارتها بطريقة إيجابية، والتعامل مع الضغوط والمشكلات بشكل فعال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الناس إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا”.
وإن من أسباب الذكاء العاطفي، التعرف على مشاعرك ومشاعر الآخرين، والقدرة على التعبير عنها بطريقة صحية، وإدارة الضغوط والمشكلات بشكل إيجابي.
التفاؤل
التفاؤل من أسباب السعادة، لأنه يساعدك على رؤية الجانب الإيجابي في الأمور، والتغلب على المشكلات بعزيمة وإصرار، والعمل على تحقيق أهدافك بثقة وتفاؤل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وإن من أسباب التفاؤل، التفكير الإيجابي، والتغلب على الأفكار السلبية، والعمل على تحقيق أهدافك بثقة وتفاؤل.
الخاتمة
السعادة غاية يسعى إليها كل إنسان، ويمكن تحقي