الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وهو نعم المولى ونعم النصير. فإنه متمم الصالحات، وميسرها ومقدرها، ومنعم بها على عباده.
فمن نعمه علينا أنه هدانا إلى الإسلام، ورزقنا الإيمان، وأتم علينا نعمته فوفقنا إلى الأعمال الصالحة.
فضائل الأعمال الصالحة
إن الأعمال الصالحة من أفضل القربات إلى الله تعالى، وهي سبب لنيل رضاه وجنته. قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا.
ومن فضائل الأعمال الصالحة أنها ترفع درجات العباد في الجنة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وزنوا أعمال بني آدم يوم القيامة، فأثقل ما في ميزان المؤمن خلق حسن”.
والأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة، قال الله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
أقسام الأعمال الصالحة
الأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة، تشمل العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وتشمل المعاملات كالبر بالوالدين وصلة الرحم وإحسان الجار، وتشمل الأقوال كذكر الله تعالى وقراءة القرآن والدعاء.
وكل عمل صالح له أجره وثوابه عند الله تعالى، فمن فعل حسنة فلها عشر أمثالها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها”.
ويجب على المسلم أن يجتهد في فعل الأعمال الصالحة، وأن يتحرى فيها الإخلاص لله تعالى وابتغاء وجهه الكريم. قال الله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ.
أهمية النية في الأعمال الصالحة
النية هي القصد والقصد الذي يقوم به العبد عند القيام بعمل ما. والنية شرط أساسي لقبول الأعمال الصالحة، فلا يقبل الله تعالى من العبد عملاً إلا إذا كان مخلصًا فيه لله تعالى وابتغاء وجهه الكريم.
فإذا عمل المسلم عملاً صالحاً بنية خالصة لله تعالى، فإن الله تعالى يثيب عليه أجراً عظيماً. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.
ويجب على المسلم أن يجتهد في تصحيح نيته في الأعمال الصالحة، وأن يخلص فيها لله تعالى وحده. فمن أخلص لله تعالى في عمله، فإن الله تعالى يجزيه بأفضل الجزاء.
فضل الصدقة
الصدقة من أفضل الأعمال الصالحة، وهي سبب لدفع البلاء وزيادة الرزق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.
ويجب على المسلم أن يتصدق من ماله ووقته وجهده، وأن لا يبخس الناس أشياءهم. قال الله تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
ومن فضائل الصدقة أنها تدفع البلاء وتزيد الرزق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً”.
فضل صلة الرحم
صلة الرحم من الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام، وهي سبب لزيادة العمر وبركة الرزق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه”.
وتشمل صلة الرحم زيارة الأقارب والإحسان إليهم وصلة أرحامهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحم يرحمه الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
ومن فضائل صلة الرحم أنها تزيد العمر وبركة الرزق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صل رحمه زاده الله في عمره، وبارك له في رزقه”.
فضل الإحسان إلى الجار
الإحسان إلى الجار من الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام، وهو سبب لدخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه”.
ويشمل الإحسان إلى الجار تقديم المساعدة له في أموره، وإسداء المعروف إليه، والصبر على أذاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الجيران عند الله خيرهم لجاريه”.
ومن فضائل الإحسان إلى الجار أنه سبب لدخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى جاره كان له في الجنة جاران: قرباه وجاره”.
ختام
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، نسأله أن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأن يجعلنا من المتقين الأبرار.