بشارة المولود باسم “محمد”
مقدمة
يعد اسم “محمد” من الأسماء ذات الدلالات النبيلة والمعاني الجميلة، وقد دلّت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على فضل تسمية المولود بهذا الاسم، للحثّ على اختياره. وفي هذا المقال، سنتناول فضل وبركة تسمية المولود باسم محمد صلى الله عليه وسلم، وسنستعرض بعضًا من الآثار الواردة في هذا الصدد.
أولاً: اسم محمد وأخلاقه العظيمة
عندما نذكر اسم محمد، فإننا نتحدث عن شخصية عظيمة امتازت بأخلاقها الحميدة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال على صفات الكمال، فكان صادقًا أمينًا، رحيماً محباً، عفيفًا شجاعًا، حليماً صبوراً.
وقد أمرنا الله تعالى باتباع أخلاق نبيه محمد، فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ففي تسمية المولود باسم “محمد” تذكير له ولأسرته بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ليكون قدوة لهم في الحياة.
وقد ورد في حديث شريف: “من يولد له مولود فليسمه محمدًا، فإن اسمي دواء وأنا شفاء.”
ثانيًا: محمد اسم نبي الرحمة
لقد لُقِّب رسولنا الكريم بـ “نبي الرحمة”، لما أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، فقد جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وينقذهم من الضلال إلى الهداية.
عندما نسمي مولودنا باسم “محمد”، فإننا نذكر أنفسنا ومن حولنا بهذه الرحمة والرأفة، وأن علينا جميعًا أن نتحلى بها ونكون رحماء مع الآخرين.
قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.”
ثالثًا: اسم محمد صلاة دائمة
إن تسمية المولود باسم محمد صلى الله عليه وسلم، تعد من أفضل وأفضل أنواع الصلاة على النبي، إذ أن كل من ينطق باسم “محمد” يصلي عليه، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشراً”.
ولما ورد أيضًا عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة”.
ومما يدل على فضل اسم محمد، ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاثة بنين فلم يسمِّ أحدهم محمدًا فقد جفاني”.
رابعًا: الاسم محمد فخر واعتزاز
يحمل اسم “محمد” معاني الفخر والاعتزاز والتميز، فهو اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه الله تعالى بقوله: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا). لذا، فإن من تسمى “محمدًا” عليه أن يكون فخوراً بهذا الاسم، وأن يحرص على أن يكون قدوةً حسنةً في أقواله وأفعاله.
وقد ورد في حديث شريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمي أحدكم محمدًا فلا يكن أول اسمه”.
كما قال صلى الله عليه وسلم: “إن أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبدالله وعبد الرحمن، وأن من الكلام كلمة أحبها إلى الله: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وأن من الأسماء أحبها إلى الله عز وجل: محمد وأحمد”.
خامسًا: محمد اسم مبارك
إن اسم محمد من الأسماء المباركة، إذ أن كثيرًا من الأنبياء والرسل سموا بهذا الاسم، فقد كان نبي الله يحيى اسمه محمدًا، وكذلك يعقوب كان اسمه محمدًا، وعيسى كذلك كان اسمه محمدًا.
ولما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون على النبي، يا أيها الناس صلوا على النبي، وقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
قال الإمام النووي رحمه الله: “وهذا الحديث يدل على أنه يجوز اتخاذ محمد اسمًا للملائكة وأهل الجنة”.
سادسًا: محمد اسم ذو مكانة عالية
يمتلك اسم “محمد” مكانة عالية عند الله جل وعلا، فقد امتاز عن باقي الأسماء بالعديد من الخصائص، فهو الاسم الوحيد الذي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على استعماله، وأمر بتسمية المولود به.
وقد ورد في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا محمد النبي لا كذب، وأنا ابن عبد المطلب”.
كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أولى الناس بي يوم القيامة أحسنهم أخلاقًا، وألينهم جانبًا، وأصدقهم حديثًا، وأداهم لأمانته، وأكملهم عقلًا”.
سابعًا: محمد اسم محبوب
يعتبر اسم “محمد” من الأسماء المحبوبة عند العرب والمسلمين، لما يحمله من معاني عظيمة وفضائل جليلة، فهو اسم نبي الرحمة وخاتم المرسلين، وقائد الإنسانية إلى بر السلام والهداية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب خلقي وحبيبي إليهم أحبهم إليّ”.
فمن أحب نبي الله صلى الله عليه وسلم، فإنه سيحب تسمية المولود باسمه، وسيحرص على أن يكون قدوةً حسنةً له ولغيره.
الخاتمة
وفي الختام، فإن تسمية المولود باسم “محمد” يعتبر من الأمور المستحبة في الإسلام، لما يحمله هذا الاسم من معاني الفضل والبركة، فهو اسم نبي الرحمة وخاتم المرسلين، الذي جاء لهداية البشرية إلى طريق الحق والخير. فلنحرص جميعًا على تسمية أبنائنا باسم “محمد” اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتكن هذه الأسماء نورًا وهدى لنا ولأبنائنا في الدنيا والآخرة.