أدعية لغفران الذنوب
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
فضل الاستغفار
إن الاستغفار من أعظم العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وقد حثنا الله عليه في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [البقرة: 199].
والاستغفار سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [ النساء: 110].
والاستغفار سبب لدخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” [رواه أبو داود والترمذي].
أوقات الاستغفار
يستحب الاستغفار في جميع الأوقات والأحوال، ولكن هناك أوقات يفضل فيها الاستغفار، منها:
بعد الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال بعد كل صلاة عشر مرات: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه الترمذي].
عند السحر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟” [رواه مسلم].
عند الاستيقاظ من النوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يستيقظ من نومه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه الترمذي].
آداب الاستغفار
الإخلاص والنية لله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر: 54].
الندم على الذنب والعزم على عدم العودة إليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّتْهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201].
التوبة إلى الله تعالى والرجوع إليه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
الاستغفار باللسان والقلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” [رواه ابن ماجه].
أدعية الاستغفار
اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره.
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي ذنبي عمدي وخطئي وجهلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت.
فضائل الاستغفار
الاستغفار سبب لمحبة الله تعالى، قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12].
الاستغفار سبب لبركة الرزق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” [رواه أبو داود والترمذي].
الاستغفار سبب لدفع البلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يستغفر الله في كل يوم مائة مرة إلا غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه أحمد والترمذي].
ثمار الاستغفار
الصفاء النفسي والسكينة القلبية، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
النجاة من النار ودخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه الترمذي].
محبة الله تعالى وملائكته الكرام، قال تعالى: ﴿وَأَلَّوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64].
خاتمة
إن الاستغفار عبادة عظيمة يجب أن نحرص عليها في جميع أوقاتنا وأحوالنا، فإنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ودخول الجنة. فنسأل الله تعالى أن يتقبل توبتنا ويغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.