ربي اغفر لي ولوالدي
مقدمة
يعد الاستغفار من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وهو من أهم الأدعية التي يجب أن يحرص المسلم على تكرارها، لما لها من أثر عظيم في حياة الفرد وفي تفريج كربه وحل مشكلاته، ومن أهم الأدعية التي يجب أن يحرص عليها المسلم هو الدعاء بالاستغفار له وللوالدين، فكما أمرنا الله تعالى بطاعتهما وبرهما في حياتهما، أمرنا بالاستغفار لهما بعد وفاتهما، فقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْحِسَابِ).
فضل الاستغفار للوالدين
ورد في فضل الاستغفار للوالدين أحاديث كثيرة منها:
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، فله بكل مؤمن ومؤمنة حسنة”.
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: ربي اغفر لي ولوالدي عشرا، كتب له بكل مرة عشر حسنات”.
– وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استغفر لوالديه في كل يوم عشر مرات، غفر لهما ذنوبهما وإن ماتا كافرين”.
آداب الاستغفار للوالدين
يجب مراعاة بعض الآداب عند الاستغفار للوالدين، ومنها:
– الإخلاص لله تعالى، ونية التقرب إليه وحده لا إلى أحد سواه.
– حضور القلب وإدراك معنى الاستغفار.
– التضرع والخشوع لله تعالى.
– تكرار الاستغفار والدعاء بهما.
– الدعاء للوالدين بالمغفرة والرحمة والرضوان.
– الإكثار من الاستغفار للوالدين في الأوقات الفاضلة، مثل وقت السحر وفي آخر الليل.
أوقات الاستغفار للوالدين
يستحب الاستغفار للوالدين في جميع الأوقات، ولكن هناك أوقات يفضل الدعاء به فيها، ومنها:
– بعد الصلوات المكتوبة.
– في ثلث الليل الأخير.
– يوم الجمعة.
– يوم عرفة.
– شهر رمضان.
– عند زيارة قبورهما.
فضل الاستغفار لرفع البلاء
للاستغفار فضل كبير في رفع البلاء، فقد قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
وقد جاء في السنة أحاديث كثيرة تبين فضل الاستغفار في رفع البلاء، ومن ذلك:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يكثر الاستغفار إلا جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
الاستغفار سبب لدخول الجنة
الاستغفار سبب لدخول الجنة، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبَّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
وقد جاء في السنة أحاديث كثيرة تبين فضل الاستغفار في دخول الجنة، ومن ذلك:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار فتح الله له أبواب الفرج من حيث لا يحتسب”.
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.
فوائد الاستغفار في الدنيا والآخرة
للاستغفار فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
– في الدنيا: يرفع البلاء ويكشف الهم وييسر الرزق ويفتح أبواب الفرج.
– في الآخرة: يكفر السيئات ويدخل الجنة ويرفع الدرجات.
خاتمة
الاستغفار للوالدين عبادة عظيمة لها فضل كبير، ويجب على المسلم الإكثار منه في جميع الأوقات، كما يجب مراعاة آداب الاستغفار عند الدعاء بهما، والاستغفار سبب لدخول الجنة ورفع البلاء وكشف الهم ويسر الرزق، فنسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمؤمنين.