سورة الشرح للاطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الشرح هي السورة 94 في القرآن الكريم، وهي من السور المكية، أي أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
وهي سورة قصيرة مكونة من 8 آيات، وتتحدث عن نعم الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتبشر بمستقبل مشرق له وللإسلام.
فضائل سورة الشرح
- سورة الشرح من السور العظيمة، وقد ورد في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
- روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان أحب إلى الله من قل هو الله أحد وسورة قُل يا أيها الكافرون وسورة والشمس وضحاها والشرح.”.
- كما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ قُل يا أيها الكافرون والشمس وضحاها والشرح، فقد قرأ ثلث القرآن.”.
موضوعات سورة الشرح
تتضمن سورة الشرح عدة موضوعات مهمة، منها:
1. نعم الله على النبي صلى الله عليه وسلم
تتحدث الآيات الأولى من السورة عن نعم الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقد شرح الله صدره، أي أزال عنه الهم والحزن الذي كان يعانيه في بداية دعوته، وأزال عنه العبء الثقيل الذي كان على ظهره، أي كفار قريش الذين كانوا يؤذونه ويعارضونه.
كما أنعم الله عليه بنعمة النبوة والرسالة، وجعله هاديًا للناس إلى طريق الحق والصواب.
وختم الله هذه النعم بنعمة الشكر، فطلب من نبيه أن يحمده على هذه النعم العظيمة.
2. زيادة المحن مع زيادة الإيمان
تتحدث الآيات التالية عن سنة الله تعالى في عباده المؤمنين، وهي أن يزداد إيمانهم كلما زادت محنهم وصعوباتهم.
فكما زاد الله إيمان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن شرح صدره، كذلك سيزيد إيمان المؤمنين كلما زادت محنهم وابتلاءاتهم.
وهذا ابتلاء من الله تعالى لعباده، ليمتحن صبرهم وإيمانهم، وليزيدهم ثوابًا وأجرًا عند الله.
3. عدم اليأس والقنوط
تحث الآيات المؤمنين على عدم اليأس والقنوط عند مواجهة المشاكل والصعوبات، فالله تعالى معهم وسينصرهم إذا صبروا واحتسبوا.
كما توعد الله تعالى الكافرين بالشدة والعذاب، فبعد رخائهم وترفهم سيصيبهم البلاء والشقاء.
وتختم السورة بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله تعالى وحده، والتوجه إليه بالدعاء والصلاة.
4. الشرح
تقصد كلمة “الشرح” توسيع الصدر وإزالة الكرب والحزن، وقد فسره بعض المفسرين بأنه إزالة الهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الإسراء والمعراج.
كما فسرها بعضهم بأنها إظهار الدين وإزالة ما كان يكتمه من أمر النبوة.
ويعد الشرح من نعم الله العظيمة التي أنعم بها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقد مكنه من القيام بعبادته والتفرغ لرسالته.
5. التيسير بعد العسر
تؤكد سورة الشرح أن العسر لا يدوم، وأن بعد كل ضيق فرج، فبعد أن شرح الله صدر نبيه صلى الله عليه وسلم، ووعده بالمزيد من النعم، جاءت الآية: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.
وهذا يعني أن بعد كل صعوبة وتعب ستأتي راحة وتيسير، وأن الله تعالى لن يترك عباده في ضيق وضنك.
ولذلك فإن على المسلم أن يثق بربه، ويبشر الصابرين بأن الله معهم.
6. الابتلاءات وزيادة الإيمان
تخبرنا سورة الشرح أن الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين بإلقاء الهموم والكرب عليهم، وذلك ليمتحن صبرهم وإيمانهم.
وبالرغم من أن الابتلاءات قد تكون مؤلمة وصعبة، إلا أنها تحمل في طياتها فوائد عظيمة.
فمن خلالها يزيد إيمان المؤمنين، ويتقربون إلى الله تعالى، ويرتقون درجات في الجنة.
7. التوكل والصبر والدعاء
توصينا سورة الشرح بالتوكل على الله تعالى، والصبر على الابتلاءات، والإكثار من الدعاء.
فمع الإيمان بقدرة الله تعالى، فإن التوكل عليه يخفف من وطأة الهموم والابتلاءات.
أما الصبر، فهو سلاح المؤمن الذي يعينه على تحمل مصاعب الحياة.
وختامًا، فإن الدعاء هو وسيلة العبد للتضرع إلى الله تعالى وطلب الفرج منه.
الخاتمة
سورة الشرح سورة عظيمة ومليئة بالعبر والمواعظ، فهي تبشر النبي صلى الله عليه وسلم بمستقبل مشرق، وتؤكد على سنة الله تعالى في الكون وهي أن مع العسر يسرًا، وأن بعد كل ضيق فرج.
وأن الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم، وأن عليهم أن يتوكلوا عليه ويدعوه ويثبتوا، فإن الفرج قريب.