منجزات المملكة في خدمة اللغة العربية في عهد سلمان
تحظى اللغة العربية بمكانة رفيعة في المملكة العربية السعودية، فهي اللغة الرسمية للدولة ولغة القرآن الكريم والسنة النبوية، لذلك أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بخدمة هذه اللغة منذ تأسيسها، وشهد عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نقلة نوعية في هذا الجانب، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الرامية إلى خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها.
إنشاء مركز الملك سلمان الدولي للغة العربية
في عام 2017، أُنشئ مركز الملك سلمان الدولي للغة العربية كمركز بحثي متخصص في دراسة اللغة العربية وتطويرها، ويهدف المركز إلى المساهمة في إثراء اللغة العربية وتوثيق تراثها العريق والارتقاء بمستوى تعليمها ونشرها في جميع أنحاء العالم.
يضم المركز عدة أقسام منها قسم البحوث والدراسات وقسم تطوير المناهج والتعليم وقسم المعاجم والمصطلحات وقسم النشر والإعلام، وقد أصدر المركز العديد من الإصدارات المهمة منها معجم اللغة العربية المعاصرة ومعجم المصطلحات العلمية والتقنية.
كما ينظم المركز العديد من المؤتمرات والندوات والورش العلمية التي تستهدف الباحثين والمختصين في اللغة العربية من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى تقديم الدورات التدريبية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين لنشر اللغة العربية
في عام 2018، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مبادرة لنشر اللغة العربية في العالم، وتهدف المبادرة إلى تعزيز اللغة العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم من خلال دعم برامج تعليم اللغة العربية وإعداد المعلمين وتوفير المواد التعليمية.
وقد تم تخصيص مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتنفيذ هذه المبادرة، والتي تتضمن إنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في مختلف دول العالم وتدريب المعلمين وتطوير المناهج والوسائل التعليمية.
وتساهم هذه المبادرة في نشر اللغة العربية وتعزيز مكانتها العالمية، وتسهيل التواصل بين العرب وغير العرب ونقل الثقافة العربية والإسلامية إلى العالم.
دعم برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات
دعمت المملكة برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات السعودية من خلال إنشاء أقسام وكليات متخصصة في اللغة العربية وتوفير المنح الدراسية للطلاب والباحثين.
كما تم تطوير المناهج الدراسية في الجامعات لتواكب التطورات الحديثة في مجال تعليم اللغة العربية، وتم توفير المختبرات اللغوية والمكتبات المتخصصة لمساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم اللغوية.
وقد خرجت الجامعات السعودية آلاف الخريجين المتميزين في اللغة العربية، والذين يساهمون في نشر اللغة العربية وتعليمها في مختلف المجالات.
إطلاق جائزة الملك سلمان العالمية للغة العربية
في عام 2020، أُطلقت جائزة الملك سلمان العالمية للغة العربية بهدف تكريم العلماء والأدباء والمؤسسات التي أسهمت بشكل كبير في خدمة اللغة العربية وإثرائها.
وتُمنح الجائزة في عدة فئات منها فئة الدراسات اللغوية وفئة الدراسات الأدبية وفئة الدراسات التربوية وفئة الإبداع الأدبي وفئة جهود المؤسسات في خدمة اللغة العربية.
وتساهم هذه الجائزة في تحفيز الباحثين والمؤسسات على الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها العالمية.
إنشاء منصة رقمية شاملة للغة العربية
أطلقت المملكة منصة رقمية شاملة للغة العربية بهدف توفير منصة متكاملة لجميع الموارد والخدمات المتعلقة باللغة العربية.
وتضم هذه المنصة قواميس وموسوعات ومعاجم ومكتبة رقمية ومواد تعليمية ودورات تدريبية، بالإضافة إلى توفير منصة للتواصل بين المهتمين باللغة العربية.
وتساهم هذه المنصة في تسهيل الوصول إلى موارد اللغة العربية وإثرائها ونشرها في جميع أنحاء العالم.
حفظ تراث اللغة العربية
حظيت المملكة باهتمام كبير بحفظ تراث اللغة العربية من خلال إنشاء المكتبة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي تضم ملايين الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة المتعلقة باللغة العربية.
كما تدعم المملكة مشروع “تحقيق التراث العربي” الذي يهدف إلى تحقيق ونشر وتحقيق التراث العربي وإتاحته للباحثين والمهتمين.
ويعد حفظ تراث اللغة العربية من الأمور المهمة للحفاظ على الهوية الثقافية للأمة العربية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
الاهتمام باللغة العربية في الإعلام والخطابة
تُعنى المملكة بالاهتمام باللغة العربية في الإعلام والخطابة من خلال تنظيم مسابقات الخطابة ومهرجانات الشعر ونشر الكتب والمجلات المتخصصة في اللغة العربية.
كما تُشجع المملكة على استخدام اللغة العربية الفصيحة في وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية والإذاعية، وتُكافئ المتميزين في مجال الخطابة والكتابة باللغة العربية.
ويُساهم الاهتمام باللغة العربية في الإعلام والخطابة في تعزيز مكانتها ونشرها على نطاق واسع.
الخاتمة
شهد عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتمامًا كبيرًا بخدمة اللغة العربية، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الرامية إلى تعزيز لغتنا العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم.
وقد أثمرت هذه الجهود عن نتائج إيجابية ساهمت في رفع مكانة اللغة العربية العالمية ونشرها بين الناطقين بغيرها وتعزيز الهوية الثقافية للأمة العربية.
وتواصل المملكة جهودها في خدمة اللغة العربية وحفظ تراثها ونشرها في جميع أنحاء العالم، وذلك إيمانًا منها بأهمية هذه اللغة ومكانتها لدى المسلمين والعرب.