العوامل المؤثرة في كمية الأمطار
تعد الأمطار أحد أهم مصادر المياه العذبة على كوكب الأرض، وهي ضرورية للحياة بكل أشكالها. وتتحدد كمية الأمطار التي تهطل في منطقة ما بعدة عوامل، منها:
1. الارتفاع عن سطح البحر
تقل كمية الأمطار بشكل عام مع زيادة الارتفاع عن سطح البحر. وذلك لأن الهواء عند ارتفاعه يبرد، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء وتساقطه على هيئة أمطار. وبالتالي، فإن المناطق الساحلية تميل إلى تلقي كميات أكبر من الأمطار مقارنة بالمناطق الجبلية.
على سبيل المثال، مدينة ممفيس في مصر الواقعة على مستوى سطح البحر تتلقى حوالي 100 ملم من الأمطار سنويًا، بينما مدينة القاهرة الواقعة على ارتفاع 150 مترًا عن سطح البحر تتلقى حوالي 20 ملمًا فقط من الأمطار سنويًا.
2. خطوط العرض
تتلقى المناطق الاستوائية عمومًا كميات أكبر من الأمطار مقارنة بالمناطق القطبية. وذلك لأن المناطق الاستوائية أكثر دفئًا ورطوبةً، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل التبخر وتكوين السحب الممطرة.
على سبيل المثال، مدينة سنغافورة الواقعة بالقرب من خط الاستواء تتلقى حوالي 2300 ملم من الأمطار سنويًا، بينما مدينة موسكو الواقعة في خطوط العرض القطبية الشمالية تتلقى حوالي 600 ملم من الأمطار سنويًا.
3. التيارات البحرية
يمكن للتيارات البحرية أن تؤثر على كمية الأمطار في المناطق الساحلية. فالتيارات البحرية الدافئة تحمل المياه الدافئة من المناطق الاستوائية إلى المناطق القطبية، مما يؤدي إلى زيادة معدل التبخر وتكوين السحب الممطرة.
على سبيل المثال، التيار الخليجي هو تيار بحري دافئ يتدفق من خليج المكسيك إلى شمال المحيط الأطلسي. ويؤدي التيار الخليجي إلى زيادة كمية الأمطار في أوروبا الغربية، مما يجعلها أكثر اعتدالاً من المناطق الأخرى الواقعة على نفس خطوط العرض.
4. الكتل الهوائية
تؤثر الكتل الهوائية على كمية الأمطار من خلال درجة حرارتها ورطوبتها. فالكتل الهوائية الدافئة والرطبة قادرة على حمل المزيد من بخار الماء وتكوين السحب الممطرة.
على سبيل المثال، الكتلة الهوائية الاستوائية هي كتلة هوائية دافئة ورطبة تتشكل فوق المناطق الاستوائية. وعندما تتحرك الكتلة الهوائية الاستوائية إلى المناطق القطبية، فإنها يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة.
5. تضاريس الأرض
يمكن أن تؤثر تضاريس الأرض على كمية الأمطار من خلال تأثيرها على مسار الرياح السائدة. فالجبال والسلاسل الجبلية يمكن أن تعمل كحواجز للرياح، مما يؤدي إلى رفعها وتبريده. وعندما يبرد الهواء فإنه يتكثف ويسقط على هيئة أمطار على الجانب المواجه للريح من السلسلة الجبلية.
على سبيل المثال، جبال الألب هي سلسلة جبلية تقع في وسط أوروبا. تؤدي جبال الألب إلى زيادة كمية الأمطار في الجانب الشمالي منها، بينما تقل كمية الأمطار على الجانب الجنوبي منها.
6. الرياح السائدة
الرياح السائدة هي الرياح التي تهب باستمرار في اتجاه معين. ويمكن أن تؤثر الرياح السائدة على كمية الأمطار في منطقة ما من خلال نقل بخار الماء أو الهواء البارد والجاف.
على سبيل المثال، رياح المونسون هي رياح موسمية تهب من المحيط الهندي إلى جنوب شرق آسيا. وعندما تهب رياح المونسون، فإنها تحمل كميات كبيرة من بخار الماء وتتسبب في هطول أمطار غزيرة في المنطقة.
7. الغطاء النباتي
يمكن أن يؤثر الغطاء النباتي على كمية الأمطار من خلال تأثيره على معدل التبخر وحدوث التبريد التبخيري. فالغطاء النباتي الكثيف يبطئ من معدل التبخر ويزيد من الرطوبة، مما يؤدي إلى زيادة كمية الأمطار.
على سبيل المثال، الغابات الاستوائية المطيرة هي غابات كثيفة بها غطاء نباتي كثيف. تعمل الغابات الاستوائية المطيرة على زيادة كمية الأمطار في المنطقة، مما يؤدي إلى خلق مناخ معتدل ورطب.