كلمات واقف على بابكم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كلمات واقف على بابكم

كلمات واقف على بابكم، هي رسالة كتبها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحادي عشر من شعبان عام 60 هـ، إلى شيعة الكوفة الذين دعوه للتوجه إليهم، وقد تضمنت الرسالة شرحًا لأسباب خروجه، ومبادئه في الدعوة إلى الإصلاح، وحقه في الخلافة، كما تضمنت تحذيرًا لمن ينقض عهده.

خلفية الأحداث:

كانت الكوفة في ذلك الوقت تحت حكم عبيد الله بن زياد الذي عينته يزيد بن معاوية، وكان ابن زياد حاكمًا ظالمًا وطاغية، وقد انتشر الظلم والفساد في عهده، مما دفع شيعة الكوفة إلى الكتابة إلى الإمام الحسين يطلبون منه القدوم إليهم لنصرتهم وإصلاح حالهم.

محتوى الرسالة:

بدأ الإمام الحسين رسالته بالحمد لله والثناء عليه، ثم ذكر أنه كتب إليهم بسبب ما بلغه من ظلم ابن زياد لهم، وأنه قد نزل مكة مكرمًا معززًا، وأنه ينتظر منهم أن يوفوا بعهدهم ويثبتوا على موقفهم، وإنهم إن فعلوا ذلك فسوف يكونون على الحق، وإن نكثوا عهدهم فسوف يحل بهم غضب الله وسخطه.

أسباب خروجه:

ذكر الإمام الحسين في رسالته أسباب خروجه، ومنها:

انتشار الظلم والفساد في عهد ابن زياد.

استهتار ابن زياد بالدين ومبادئ الإسلام.

نقض شيعة الكوفة لعهدهم معه.

مبادئه في الدعوة إلى الإصلاح:

حدد الإمام الحسين في رسالته مبادئه في الدعوة إلى الإصلاح، ومنها:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إصلاح ذات البين.

إقامة العدل وإحقاق الحق.

حقه في الخلافة:

أكد الإمام الحسين في رسالته على حقه في الخلافة، وأنه هو الإمام الشرعي للمسلمين بعد وفاة أخيه الحسن بن علي، وأنه لم يخرج طلبًا للسلطة أو الدنيا، وإنما خرج نصرة للدين وإصلاحًا للأمة.

تحذير لمن ينقض عهده:

حذر الإمام الحسين في رسالته لمن ينقض عهده معه، وأنه سوف يحل به غضب الله وسخطه، وأن الله لا يقبل منه عذرًا ولا يرد عليه كيده.

ختام الرسالة:

ختم الإمام الحسين رسالته بقوله: “وإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي منكم اثنين ذوي رأي وصلاح وثقة، يخبراني بحال الناس عندكم، ورأيهم فيما دعوتهم إليه، وكيف أنتم على بيعتكم التي بايعتموني عليها، فإني ماضٍ لأمر الله، عز وجل، وحكمه،”

أثر الرسالة:

كان لرسالة الإمام الحسين أثر كبير في تحفيز شيعة الكوفة للخروج لنصرته، وكان خروجه من مكة إلى العراق بمثابة نقطة تحول في تاريخ الإسلام، فقد أدى إلى معركة كربلاء، التي استشهد فيها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، وأصبحت ذكرى استشهاده رمزًا للصمود والتضحية في سبيل الحق.

رسالة “كلمات واقف على بابكم” هي وثيقة تاريخية مهمة تلقي الضوء على أسباب خروج الإمام الحسين إلى العراق، ومبادئه في الدعوة إلى الإصلاح، وحقه في الخلافة، كما أنها تحتوي على تحذير لمن ينقض عهده. وقد كان لهذه الرسالة أثر كبير في تحفيز شيعة الكوفة للخروج لنصرته، وكانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام.