العبادات الباطنة
مقدمة
العبادات الباطنة هي تلك العبادات التي تكون بين العبد وربه لا يشاركه فيها أحد سواه، وهي من أهم العبادات وأعظمها مكانة، لأنها تزيد العبد قربًا إلى الله تعالى وتقربه منه.
أنواع العبادات الباطنة
تتعدد أنواع العبادات الباطنة، ومن أهمها:
1. الإيمان بالله تعالى
وهو تصديق القلب والجوارح بما جاء به الرسل والأنبياء عن الله تعالى، وهو أول وأهم العبادات الباطنة، وأساس جميع العبادات الأخرى.
الإيمان بالله تعالى يثبت العبد ويجعله مطمئنًا، لأنه يعلم أن الله تعالى معه دائمًا لا يتركه أبدًا.
الإيمان بالله تعالى يجعل العبد يتوكل على الله تعالى في جميع أموره، لأنه يعلم أن الله تعالى هو الرزاق المانح.
الإيمان بالله تعالى يجعل العبد يحب الله تعالى، لأن من عرف الله تعالى أحبه.
2. ذكر الله تعالى
وهو ترديد اسم الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى على اللسان والقلب، وذكر الله تعالى من أهم العبادات الباطنة التي تحبب العبد إلى الله تعالى.
ذكر الله تعالى يطهر القلب من الغفلة والشهوات، ويجعله أنور وأصفى.
ذكر الله تعالى يجعل العبد يشعر بالطمأنينة والراحة، ويذهب عنه الهم والحزن.
ذكر الله تعالى يزيد العبد قربًا إلى الله تعالى، ويجعله من المقربين إليه.
3. محبة الله تعالى
وهي تعلق القلب بالله تعالى وجعله المحبوب الأول والأخير، ومحبة الله تعالى من أعظم العبادات الباطنة التي تجعل العبد يقدم في حب الله تعالى على حب كل شيء.
محبة الله تعالى تجعل العبد يتوق إلى لقاء الله تعالى، ويسعى جاهدًا إلى رضاه.
محبة الله تعالى تجعل العبد يطيع أوامر الله تعالى ويجتنب نواهيه، لأن محبة الله تعالى تجعله لا يرضى أن يعصي من يحبه.
محبة الله تعالى تجعل العبد يفعل كل ما يرضي الله تعالى، لأن محبة الله تعالى تدفعه إلى أن يرضي من يحبه.
4. الخوف من الله تعالى
وهو خشية العبد من الله تعالى وجلاله وعظمته، والخوف من الله تعالى من العبادات الباطنة التي تجعل العبد يراقب الله تعالى في كل أعماله وأقواله.
الخوف من الله تعالى يمنع العبد من معصية الله تعالى، لأنه يعلم أن الله تعالى شديد العقاب.
الخوف من الله تعالى يجعل العبد يحاسب نفسه على أعماله وأقواله، لأنه يعلم أنه مقبل على الله تعالى يوم القيامة.
الخوف من الله تعالى يجعل العبد يستشعر عظمته وجلاله، فلا يتكبر ولا يتجبر على أحد.
5. الرجاء في الله تعالى
وهو توقع العبد رحمة الله تعالى وعفوه، والرجاء في الله تعالى من العبادات الباطنة التي تجعل العبد يثق برحمة الله تعالى وعفوه.
الرجاء في الله تعالى يجعل العبد يتحمل المصائب والشدائد، لأنه يعلم أن بعد العسر يسرًا.
الرجاء في الله تعالى يجعل العبد يصبر على الطاعة، لأنه يعلم أن الله تعالى يثيب الصابرين.
الرجاء في الله تعالى يجعل العبد يفعل ما يرضي الله تعالى، لأنه يعلم أن الله تعالى يرحم الراجين.
6. التوكل على الله تعالى
وهو اعتماد العبد على الله تعالى في جلب النفع ودفع الضر، والتوكل على الله تعالى من العبادات الباطنة التي تجعل العبد مطمئنًا إلى الله تعالى.
التوكل على الله تعالى يجعل العبد يتخلى عن الحول والقوة، لأنه يعلم أن من وراء الأسباب هو الله تعالى.
التوكل على الله تعالى يجعل العبد يشعر بالراحة والسكينة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو كافيه في كل أموره.
التوكل على الله تعالى يجعل العبد لا ييأس ولا يقنط، لأنه يعلم أن الله تعالى هو معينه في كل الأمور.
7. الصدق مع الله تعالى
وهو تطابق ظاهر العبد وباطنه مع ما أمر الله تعالى به، والصدق مع الله تعالى من العبادات الباطنة التي تجعل العبد قريبًا من الله تعالى.
الصدق مع الله تعالى يجعل العبد يفعل ما يأمره الله تعالى ويترك ما ينهاه الله تعالى عنه، لأنه يعلم أن الله تعالى عالم بسريرته.
الصدق مع الله تعالى يجعل العبد يتحلى بالأخلاق الحميدة، لأنه يعلم أن الله تعالى يحب المحسنين.
الصدق مع الله تعالى يجعل العبد يترك النفاق والرياء، لأنه يعلم أن الله تعالى لا ينظر إلى الظاهر بل إلى الباطن.
خاتمة
العبادات الباطنة هي من أهم العبادات وأعظمها مكانة، لأنها تزيد العبد قربًا إلى الله تعالى وتقربه منه، وعبادات الباطنة هي كالطعام والشراب للجوارح الظاهرة، فهي تغذيها وتقويها.