تدعم الفرضية الثانية
تدعم الفرضية الثانية، والتي تنص على أن الاختلافات الجينية تؤثر بشكل كبير على السلوك، مجموعة كبيرة من الأدلة من الدراسات على التوائم والتبني والدراسات على الحيوان.
دراسات التوائم
تشير دراسات التوائم إلى أن التوائم المتطابقة، والتي تتشارك جميع جيناتها، أكثر تشابهًا في السلوك من التوائم الأخوية، والتي تتشارك نصف جيناتها فقط. وقد تم العثور على هذا التشابه في مجموعة واسعة من السلوكيات، بما في ذلك الذكاء والشخصية والاضطرابات النفسية.
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن معدل الذكاء لتوائم متطابقة متشابهة بنسبة 86 في المائة، بينما كانت معدل الذكاء لتوائم أخوية متشابهة بنسبة 55 في المائة فقط. كما كشفت دراسة أخرى أن التوائم المتطابقة أكثر عرضة للإصابة باضطراب الوسواس القهري بنسبة 5 في المائة، في حين أن التوائم الأخوية أكثر عرضة بنسبة 2 في المائة.
تشير هذه النتائج إلى أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السلوك وأن التوائم المتطابقة أكثر تشابهًا في السلوك لأنهم يشتركون في جينات أكثر من التوائم الأخوية.
دراسات التبني
تشير دراسات التبني إلى أن الأطفال الذين يتم تبنيهم في منازل مختلفة لا يزالون يتشابهون في السلوك مع والديهم البيولوجيين، مما يشير إلى أن الجينات تؤثر على السلوك حتى عندما يتم تربية الأطفال في بيئات مختلفة.
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل الآباء البيولوجيين الكحوليين كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الكحول بنسبة 25 بالمائة من الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل الآباء البيولوجيين غير الكحوليين. كما كشفت دراسة أخرى أن الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل الآباء البيولوجيين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنسبة 30 في المائة من الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل الآباء البيولوجيين غير المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
{|}
تشير هذه النتائج إلى أن الجينات تلعب دورًا في السلوك وأن الأطفال الذين يتم تبنيهم لا يزالون يتأثرون بالجينات الخاصة بوالديهم البيولوجيين، حتى عندما يتم تربيتهم في بيئات مختلفة.
{|}
دراسات الحيوان
تشير دراسات الحيوان أيضًا إلى أن الاختلافات الجينية يمكن أن تؤثر على السلوك. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن الفئران التي تمت تربيتها بشكل انتقائي من أجل العدوانية أظهرت مستويات أعلى من العدوانية من الفئران التي تمت تربيتها بشكل انتقائي من أجل الوداعة. كما وجد الباحثون أن الكلاب التي تمت تربيتها بشكل انتقائي من أجل الخوف من الضوضاء أظهرت مستويات أعلى من الخوف من الضوضاء من الكلاب التي تمت تربيتها بشكل انتقائي من أجل عدم الخوف من الضوضاء.
تشير هذه النتائج إلى أن الجينات تلعب دورًا في سلوك الحيوان وأن الاختلافات الجينية يمكن أن تسبب اختلافات سلوكية.
التفاعل بين الجينات والبيئة
في حين أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في السلوك، فمن المهم أيضًا ملاحظة أن البيئة تؤثر أيضًا على السلوك. تتفاعل الجينات والبيئة مع بعضها البعض لتشكل السلوك، ومن المستحيل فصل الاثنين تمامًا.
على سبيل المثال، قد يتأثر الطفل الذي لديه استعداد وراثي للإصابة بالكحول بالبيئة التي ينشأ فيها. إذا نشأ الطفل في منزل حيث يكون شرب الكحول أمرًا شائعًا، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الكحول. ومع ذلك، إذا نشأ الطفل في منزل حيث يمتنع الناس عن شرب الكحول، فقد يكون أقل عرضة للإصابة بمشاكل الكحول.
الآثار المترتبة على الفرضية الثانية
للفرضية الثانية آثار مهمة لمجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعليم والصحة العقلية والقانون. على سبيل المثال، يمكن استخدام نتائج دراسات التوائم لتصميم برامج تعليمية مصممة لتلبية الاحتياجات الفردية للتلاميذ. ويمكن استخدام نتائج دراسات التبني لتحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات نفسية، ويمكن استخدام نتائج دراسات الحيوان لفهم الآليات الجينية الكامنة وراء السلوك.
انتقادات الفرضية الثانية
على الرغم من وجود أدلة قوية تدعم الفرضية الثانية، فقد تم انتقادها أيضًا بسبب عدد من الأسباب. أحد الانتقادات هو أن دراسات التوائم قد تعاني من التحيز بسبب حقيقة أن التوائم غالبًا ما يتم تربيتهما معًا في نفس البيئة. كما تم انتقاد دراسات التبني بسبب حقيقة أن الأطفال الذين يتم تبنيهم غالبًا ما يكونون من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة عن آبائهم البيولوجيين، مما قد يؤثر على سلوكهم.
انتقاد آخر للفرضية الثانية هو أنها لا تفسر تمامًا الاختلافات في السلوك بين الأفراد. في حين أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في السلوك، فإن البيئة تلعب دورًا أيضًا. وتتفاعل الجينات والبيئة مع بعضها البعض لتشكل السلوك، ومن المستحيل فصل الاثنين تمامًا.
استنتاج
{|}
تدعم مجموعة كبيرة من الأدلة الفرضية الثانية، والتي تنص على أن الاختلافات الجينية تؤثر بشكل كبير على السلوك. تشمل هذه الأدلة دراسات التوائم ودراسات التبني ودراسات الحيوان. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن البيئة تلعب أيضًا دورًا في السلوك، وتتفاعل الجينات والبيئة مع بعضها البعض لتشكل السلوك. للفرضية الثانية آثار مهمة لمجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعليم والصحة العقلية والقانون.