تقع منطقة تهامة على الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية، وتُعتبر جزءًا من السهول الساحلية المطلة على البحر الأحمر. تمتد تهامة من خليج العقبة في الشمال إلى مضيق باب المندب في الجنوب، وتشمل أجزاءً من السعودية واليمن.
ويطلق اسم تهامة على السهول الساحلية الواقعة بين جبال السروات شرقاً والبحر الأحمر غرباً، وتمتد على طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية على مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر.
{
|}
جغرافيا تهامة
تتكون تهامة من سهول ساحلية منخفضة وضيقة، تتخللها بعض المرتفعات والوديان. يحدها من الشرق جبال السروات الشاهقة، والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا بين تهامة والهضبة الداخلية. وتتخلل تهامة العديد من الأودية والشعاب التي تصب في البحر الأحمر.
وتتميز تهامة بطبيعة تضاريسية متنوعة، حيث تضم السهول الساحلية الرملية، والمنحدرات الجبلية، والهضاب الجافة. وتغطي الكثبان الرملية مساحات واسعة من تهامة، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى.
وتُعد تهامة منطقة زراعية مهمة، حيث يزرع فيها مجموعة متنوعة من المحاصيل، مثل الفواكه والخضروات والحبوب. وتشتهر منطقة تهامة بإنتاج التمور والبن والذرة والسمسم.
{
|}
مناخ تهامة
{
|}
يسود تهامة مناخ صحراوي حار وجاف، مع درجات حرارة عالية على مدار العام. تتراوح درجات الحرارة في تهامة بين 20 درجة مئوية في الشتاء إلى 40 درجة مئوية في الصيف. وتهطل الأمطار في تهامة بشكل غير منتظم، وغالبًا ما تكون على شكل زخات غزيرة خلال فصل الصيف.
وتتميز تهامة بالرطوبة العالية، خاصة على طول الساحل. تتسبب الرطوبة العالية في تكوين الضباب الكثيف في الصباح الباكر، والذي يتبدد تدريجيًا مع ارتفاع درجة الحرارة.
وتُعد تهامة من أكثر المناطق تعرضًا للرياح الموسمية في شبه الجزيرة العربية. تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية على تهامة من شهر يونيو إلى سبتمبر، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة وزيادة هطول الأمطار.
التاريخ والآثار
تُعد منطقة تهامة ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة. كانت تهامة موطنًا للعديد من الحضارات القديمة، بما في ذلك مملكة سبأ وحضارة معين. لا تزال هناك العديد من المواقع الأثرية الهامة في تهامة، مثل مدينة ظفار القديمة ومدينة زبيد التاريخية.
ويوجد في تهامة العديد من القلاع والحصون التي شُيدت لحماية المنطقة من الغزاة. ومن أشهر القلاع في تهامة قلعة الخوخة وقلعة ميدي.
وتشتهر منطقة تهامة أيضًا بحرفها اليدوية التقليدية، مثل صناعة السجاد والحلي الفضية والجلود.
المدن الرئيسية في تهامة
{
|}
يوجد في تهامة العديد من المدن والبلدات الرئيسية، ومن أهمها: جدة، مكة، ميناء الحديدة، المخا، حجة، إب، تعز.
وتُعد مدينة جدة أكبر مدينة في تهامة، وهي المدينة الساحلية الرئيسية للمملكة العربية السعودية. وتُعتبر مدينة مكة المكرمة من أهم المدن المقدسة لدى المسلمين، وهي وجهة مهمة للحجاج والمعتمرين.
وتُعد مدينة الحديدة أكبر مدينة في تهامة اليمنية، وهي ميناء رئيسي على البحر الأحمر.
السياحة في تهامة
تتمتع منطقة تهامة بالعديد من المقومات السياحية، ومن أهمها: الشواطئ الجميلة، والآثار التاريخية، والطبيعة الخلابة.
ويوجد في تهامة العديد من الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الصافية، ومن أشهرها شاطئ الغردقة وشاطئ خليج نعمة.
وتضم منطقة تهامة أيضًا العديد من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة، ومن أشهرها مدينة ظفار القديمة ومدينة زبيد التاريخية.
{|}
وتُعد تهامة وجهة مثالية لمحبي الطبيعة، حيث تضم جبال السروات الشاهقة والوديان الخصبة. ويمكن للزوار الاستمتاع برياضة المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال في جبال السروات، أو زيارة الوديان الخصبة والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة.
الاقتصاد في تهامة
يعتمد اقتصاد منطقة تهامة بشكل أساسي على الزراعة والسياحة والتجارة. وتُعتبر تهامة منطقة زراعية مهمة، حيث يزرع فيها مجموعة متنوعة من المحاصيل، مثل الفواكه والخضروات والحبوب.
وتُعد السياحة مصدرًا مهمًا للدخل في تهامة، حيث تجذب المنطقة السياح من جميع أنحاء العالم بشواطئها الجميلة وآثارها التاريخية وطبيعتها الخلابة.
وتُعتبر التجارة أيضًا نشاطًا اقتصاديًا مهمًا في تهامة، حيث يمر عبر المنطقة العديد من طرق التجارة البحرية والبرية.
الخاتمة
تُعد منطقة تهامة جزءًا مهمًا من شبه الجزيرة العربية، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وطبيعتها الجغرافية المتنوعة وتاريخها العريق. تعتمد منطقة تهامة في اقتصادها بشكل أساسي على الزراعة والسياحة والتجارة. وتُعد تهامة أيضًا وجهة سياحية شهيرة، حيث تجذب السياح من جميع أنحاء العالم بشواطئها الجميلة وآثارها التاريخية وطبيعتها الخلابة.