خطبة عن الوطن
بدايةً، لا بدَّ لنا أنْ نُدركَ معنى الوطن الحقيقي، بالمعنىِ الذي يجعلنا نُضحي بأنفسنا فداءً لهُ في حالِ الاعتداء عليهِ، فالوطنُ ليسَ مجرَّدَ ترابٍ نجلسُ عليهِ، ولا شوارعَ نمشي فيها، ولا جبالٍ نرتقيها، ولا سهولٍ نزرعُها، ولا أنهارٍ نشربُ منها، الوطنُ قلبٌ ينبضُ بالحبِّ والدِّفءِ، الوطنُ تاريخٌ وحضارةٌ، الوطنُ ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ، الوطنُ هو الأمُّ الحنونُ، هو الأبُ الحامي، هو الصديقُ الوفي، هو الحبيبُ الذي لا يُفارقُنا.
حب الوطن فريضة
إنَّ حبَّ الوطنِ فريضةٌ دينيَّةٌ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
والوطنُ من الدِّيار التي يجبُ الخروجُ منها عندَ الاقتضاء، فلا يجوزُ للمسلمِ أنْ يخرجَ من وطنهِ إلاَّ لعذرٍ شرعيٍّ، كأنْ يخافَ على دينهِ أو على نفسهِ أو على مالهِ، فإذا زالَ العذرُ وجبَ عليهِ العودةُ إلى وطنهِ، فحبُّ الوطنِ من الإيمانِ، وبغضُ الوطنِ من النفاقِ.
ولقد أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بحبِّ الوطنِ، فقال: “حبُّ الوطن من الإيمان”، وقال: “من ماتَ مدافعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا”، وقال: “المؤمنُ الذي يحبُّ وطنهُ أكثرُ ثوابًا من المجاهدِ في سبيلِ اللهِ”.
{|}
الوطن في القرآن الكريم
{|}
وردَ ذكرُ الوطنِ في القرآن الكريمِ في عدَّةِ مواضع، منها قولهِ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾، وقولهِ تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
ففي هاتينِ الآيتينِ الكريمتينِ دليلٌ على وجوبِ الدفاعِ عن الوطنِ، وأنَّ من ماتَ دفاعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا، وقد وردَ في السُّنَّةِ النبويَّةِ الكثيرُ من الأحاديثِ التي تحثُّ على حبِّ الوطنِ والدفاعِ عنهِ.
فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “المؤمنُ الذي يحبُّ وطنهُ أكثرُ ثوابًا من المجاهدِ في سبيلِ اللهِ”، وعن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “من ماتَ مدافعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا”، وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “حبُّ الوطنِ من الإيمانِ”.
الوطن في السُنَّة النبويَّة
{|}
وردَ ذكرُ الوطنِ في السُّنَّةِ النبويَّةِ في عدَّةِ أحاديث، منها قولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “حبُّ الوطنِ من الإيمانِ”، وقولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “من ماتَ مدافعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا”، وقولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “المؤمنُ الذي يحبُّ وطنهُ أكثرُ ثوابًا من المجاهدِ في سبيلِ اللهِ”.
{|}
ففي هذهِ الأحاديثِ الثلاثةِ دليلٌ على وجوبِ حبِّ الوطنِ والدفاعِ عنهِ، وأنَّ من ماتَ دفاعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا، وقد وردَ في السُّنَّةِ النبويَّةِ الكثيرُ من الأحاديثِ التي تحثُّ على حبِّ الوطنِ والدفاعِ عنهِ.
فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “المؤمنُ الذي يحبُّ وطنهُ أكثرُ ثوابًا من المجاهدِ في سبيلِ اللهِ”، وعن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “من ماتَ مدافعًا عن وطنهِ ماتَ شهيدًا”، وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “حبُّ الوطنِ من الإيمانِ”.
الوطن في التاريخِ الإسلامي
لقد كانَ المسلمونَ الأوائلُ يُحبُّونَ أوطانَهم حبًّا شديدًا، ويُدافعون عنها بكلِّ ما أوتوا من قوةٍ، وقد خاض المسلمونَ معاركَ كثيرةً في سبيلِ الدفاعِ عن أوطانِهم، ومن أشهرِ هذهِ المعاركِ معركةُ بدرٍ ومعركةُ أحدٍ ومعركةُ الخندقِ ومعركةُ اليرموكِ.
وإنَّ من أشهرِ الشخصياتِ الإسلاميَّةِ التي دافعتْ عن وطنِها هو المجاهدُ الكبيرُ صلاحُ الدينِ الأيُّوبي، الذي دافع عن فلسطينَ ضدَّ الصليبيينَ، واستطاع أنْ يُحرِّرَها منهم في معركةِ حطينَ الشهيرةِ.
وتاريخُ المسلمينَ مليءٌ بالبطولاتِ والتضحياتِ في سبيلِ الدفاعِ عن أوطانِهم، وقد كان المسلمونَ الأوائلُ يُؤمنونَ بأنَّ الوطنَ هو الرَّحمُ التي يحتضنُهم، وأنَّ الدفاعَ عن الوطنِ هو فريضةٌ دينيَّةٌ.
الوطن هو الأمن والأمان
{|}
الوطن هو المكانُ الذي نشعرُ فيهِ بالأمنِ والأمانِ، هو المكانُ الذي نلجأُ إليهِ عندما نكونُ خائفينَ أو حزينينَ، هو المكانُ الذي نستطيعُ فيهِ أنْ نكونَ أنفسَنا دونَ خوفٍ أو قلقٍ.
الوطنُ هو الحصنُ الحصينُ الذي يحمينا من أعدائِنا، هو السِّورُ المنيعُ الذي يصدُّ عنا المك