سعد بن جنيدل
سعد بن جنيدل بن الحارث بن سلمة بن سعد بن مالك بن زيد نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، صحابي جليل، شهد مع النبي غزوة حنين والطائف، وحمل راية هوازن يوم حنين، وهو شاعر فصيح. كان من السابقين للإسلام، هاجر إلى المدينة المنورة، وشارك في العديد من المعارك إلى جانب النبي محمد. أسلم سعد بن جنيدل على يد مصعب بن عمير، الذي أرسله النبي إلى مكة ليدعو أهلها إلى الإسلام. وكان سعد من بين الذين استجابوا لدعوة مصعب، وبايعه على الإسلام.
سعد بن جنيدل في غزوة حنين
شارك سعد بن جنيدل في غزوة حنين، التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة. وكان قائدًا لقبيلة هوازن، وقاد فرسانها في المعركة. وقد قاتل سعد بشجاعة منقطعة النظير، وأبلى بلاءً حسنًا في المعركة. إلا أن هوازن هُزمت في نهاية المطاف، وأُسر سعد بن جنيدل.
روى بعض المؤرخين أن النبي محمد أعطى لسعد بن جنيدل الأمان بعد المعركة، وأطلق سراحه. بينما روى آخرون أن سعدًا ظل أسيرًا حتى دخل الإسلام. وفي رواية أخرى، يقال إن النبي محمد أطلق سراح سعد دون قيد أو شرط.
وعلى الرغم مما حدث، فقد أسلم سعد بن جنيدل بعد غزوة حنين، وبايع النبي محمد على الإسلام. وشارك في العديد من المعارك إلى جانب النبي بعد ذلك، وكان من أقرب الصحابة إليه.
{|}
سعد بن جنيدل شاعرًا
كان سعد بن جنيدل شاعرًا فصيحًا، وقد اشتهر بشعره الذي امتدح فيه النبي محمد، ووصف المعارك التي شارك فيها. وكان شعره يتسم بالقوة والجزالة، والعاطفة الجياشة. وقد قال عنه النبي محمد: “ما رأيت أحدًا أشعر من سعد بن جنيدل”.
ومن أشهر أبيات سعد بن جنيدل قوله:
“لقد علمت هوازن أن ضربي * إذا الحرب أقبل زفير جهنم”
وقال أيضًا:
“حنين وما حنين ولكن * يوم أعقبه غنيم مبين”
{|}
وقد جمع شعر سعد بن جنيدل في ديوان صغير، وقد ضاع معظم شعره، ولم يتبق منه إلا القليل.
سعد بن جنيدل في عهد أبي بكر وعمر
توفي النبي محمد في السنة الحادية عشرة للهجرة، وخلفه أبو بكر الصديق في خلافة المسلمين. وكان سعد بن جنيدل من بين الصحابة الذين بايعوا أبا بكر على الخلافة، وشارك في حروب الردة إلى جانبه.
وبعد وفاة أبي بكر، خلفه عمر بن الخطاب في الخلافة. وقد عزل عمر سعدًا عن منصبه كوالي على اليمن، إلا أنه أبقاه على ولاء مكة والطائف. وقد بقي سعد واليًا على مكة إلى أن توفي في السنة السادسة عشرة للهجرة.
ولقد كان سعد بن جنيدل من الصحابة المخلصين، الذين خدموا الإسلام بصدق وإخلاص. وقد كان شاعرًا وفارسًا وشخصية بارزة في التاريخ الإسلامي.
{|}
وفاة سعد بن جنيدل
توفي سعد بن جنيدل في السنة السادسة عشرة للهجرة، في مكة المكرمة. وقد دفن في مقبرة الحجون. وقد رثاه العديد من الشعراء في وفاته، وكان من أشهرهم الشاعر حسان بن ثابت.
وقد ترك سعد بن جنيدل خلفه إرثًا كبيرًا من الشجاعة والإخلاص، وكان من بين الصحابة الذين نذروا حياتهم لخدمة الإسلام ونشره. وقد كان شاعرًا وفارسًا وشخصية بارزة في التاريخ الإسلامي.
مكانة سعد بن جنيدل عند النبي
كان النبي محمد يحب سعد بن جنيدل ويقدره، وكان دائمًا يثني عليه وعلى شجاعته وشعره. وقد قال عنه النبي محمد: “ما رأيت أحدًا أشعر من سعد بن جنيدل”.
{|}
وقد منح النبي محمد لسعد بن جنيدل راية هوازن في غزوة حنين، وهذا دليل على ثقته به وشجاعته. كما كان سعد من بين الصحابة الذين كانوا يجلسون في مجلس النبي محمد، ويشاركونه الحديث والرأي.
وقد روى بعض المؤرخين أن النبي محمد أعتق سعدًا من الأسر بعد غزوة حنين، وهذا دليل على عطف النبي عليه ورحمته به.
{|}
أخلاق سعد بن جنيدل
كان سعد بن جنيدل من الصحابة الذين اتصفوا بالأخلاق الحميدة، وكان معروفًا بين الناس بشجاعته وكرمه. وكان دائمًا يقف إلى جانب الضعفاء والمظلومين، وكان يدافع عن الحق والعدل.
وقد وصفه بعض المؤرخين بأنه كان رجلاً وسيما، طويل القامة، أبيض اللون، له لحية طويلة. وكان دائمًا يرتدي ثيابًا بيضاء، وكان متواضعًا وبسيطًا في حياته.
وقد كان سعد بن جنيدل من الصحابة الذين أحبهم الناس واحترموه، وكان مثالاً يحتذى به في الشجاعة والكرم والأخلاق الحميدة.
دور سعد بن جنيدل في الفتوحات الإسلامية
شارك سعد بن جنيدل في العديد من الفتوحات الإسلامية، وكان قائدًا للجيش الإسلامي في بعض المعارك. وقد كان له دور كبير في فتح اليمن ومكة والطائف.
وقد قاد سعد بن جنيدل جيش المسلمين في فتح اليمن، وكان هو الذي فتح صنعاء، عاصمة اليمن. كما قاد جيش المسلمين في فتح مكة، وكان هو الذي دخل المسجد الحرام ورفع راية الإسلام عليه.
وقد كان لسعد بن جنيدل دور بارز في فتح الطائف، وكان هو الذي حاصر المدينة حتى استسلمت.