شجرة البن
تُعد شجرة البن من أهم الأشجار المُزهرة التي تُزرع في جميع أنحاء العالم من أجل الحصول على حبوب البن، وهي المحصول الزراعي الأكثر تداولًا واستهلاكًا في العالم بعد النفط، حيث يستهلك أكثر من نصف سكان العالم القهوة بانتظام، ويعود تاريخ شجرة البن إلى القرن التاسع على الأقل، وهي موطنها الأصلي في المرتفعات الإثيوبية وجنوب السودان.
تتكون شجرة البن من أنواع عديدة، أشهرها نوعا أرابيكا وروبوستا، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فقد ارتفع الإنتاج العالمي من حبوب البن من 6.7 مليون طن في عام 2002/2003 إلى 9.4 مليون طن في عام 2016/2017، ومن المتوقع أن يستمر الطلب على حبوب البن في الازدياد في السنوات القادمة.
الوصف النباتي لشجرة البن
شجرة البن هي شجرة دائمة الخضرة يبلغ ارتفاعها من 5 إلى 10 أمتار، ولها أوراق خضراء داكنة ولامعة ومدببة الشكل، والزهور صغيرة وبيضاء وتنمو على شكل عناقيد في محاور الأوراق، أما الثمار فهي عبارة عن حبات تحتوي على بذرتين محاطتين بغشاء رقيق.
يُطلق على البذور المستخلصة من ثمار البن اسم حبوب البن، وهي البذور المحمصة التي تُستخدم في صنع القهوة، وتتكون حبوب البن من حوالي 1000 مركب كيميائي مختلف، وأهمها الكافيين، وهو المُنشط الذي يُعطي القهوة خصائصها المنبهة.
المناطق المناسبة لزراعة شجرة البن
تنمو شجرة البن بشكل أفضل في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي تحتاج إلى درجة حرارة تتراوح بين 18-24 درجة مئوية، وكمية هطول أمطار تتراوح بين 1500-2000 ملم سنويًا، كما تحتاج شجرة البن إلى تربة عميقة وخصبة وجيدة التصريف.
تُزرع شجرة البن في العديد من الدول حول العالم، وأكبر الدول المُنتجة للبن هي البرازيل وكولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا وفيتنام، وتُعتبر القهوة من أهم السلع الزراعية في العالم، حيث تُدر عائدات كبيرة على الدول المُنتجة لها.
أنواع شجرة البن
يوجد العديد من أنواع شجرة البن، لكن أشهرها نوعان رئيسيان:
• أرابيكا:
– تُنتج حبوب عالية الجودة ذات نكهة غنية وحموضة منخفضة.
– تمثل 60-70% من الإنتاج العالمي من البن.
– تُزرع في مرتفعات تتراوح بين 800-1800 متر فوق مستوى سطح البحر.
• روبوستا:
– تُنتج حبوباً ذات نكهة مرّة وحموضة عالية.
– تمثل 30-40% من الإنتاج العالمي من البن.
– تُزرع في المناطق المنخفضة التي يصل ارتفاعها إلى 600 متر فوق مستوى سطح البحر، ولديها تحمل أكبر للآفات والأمراض.
عملية زراعة شجرة البن
تتطلب زراعة شجرة البن الكثير من العناية والاهتمام، وتتضمن العملية عدة خطوات:
{|}
• إعداد الأرض:
– يجب اختيار أراضٍ خصبة وجيدة التصريف.
– تُحفر حفر بعمق 30-40 سم وبمسافة 2-3 أمتار بين الحفر.
• الزراعة:
– تُزرع شتلات البن في الحفر المجهزة.
– تُغطى الشتلات بالتراب وتُسقى جيدًا.
• الري:
– تحتاج شجرة البن إلى كمية كافية من المياه، وخاصة خلال موسم الجفاف.
– يجب تجنب الإفراط في الري.
• التسميد:
– تتطلب شجرة البن العناصر الغذائية الكافية، مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
– تُضاف الأسمدة بانتظام وفقًا لاحتياجات الشجرة.
• الحصاد:
– تُستغرق شجرة البن من 3 إلى 5 سنوات لتبدأ بالإنتاج.
– يتم حصاد ثمار البن عندما تنضج وتتحول إلى اللون الأحمر.
– تُجمع الثمار يدويًا أو باستخدام الآلات.
{|}
معالجة حبوب البن
بعد حصاد ثمار البن، يجب معالجتها للحصول على حبوب بن عالية الجودة، وتتضمن عملية المعالجة عدة خطوات:
• النزع:
– تتم إزالة اللب الخارجي من الثمار، تاركًا حبوب البن محاطة بغشاء رقيق.
{|}
• التخمير:
{|}
– تُترك حبوب البن لتتخمر لمدة 12-24 ساعة، مما يزيل الطبقة اللزجة المتبقية.
• التجفيف:
– تُجفف حبوب البن في الشمس أو باستخدام المجففات الآلية حتى يصل محتواها الرطوبي إلى 10-12%.
• التقشير:
– تُزال القشرة الرقيقة المتبقية حول حبوب البن.
• الفرز:
– تُفرز حبوب البن بناءً على الحجم واللون والجودة.
• التحميص:
– تُحمص حبوب البن في درجات حرارة مختلفة، مما يعطيها نكهاتها المختلفة.
الفوائد الصحية للبن
يحتوي البن على العديد من المركبات المفيدة للصحة، مثل مضادات الأكسدة والكافيين، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن استهلاك القهوة باعتدال قد يوفر بعض الفوائد الصحية، منها:
{|}
• تحسين وظائف المخ:
– يمكن للكافيين الموجود في القهوة تحسين اليقظة والتركيز.
• تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة:
– قد يقلل استهلاك القهوة باعتدال من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر وبعض أنواع السرطان.
• الحماية من الالتهابات:
– يحتوي البن على مضادات الأكسدة التي قد تساعد في تقليل الالتهابات في الجسم.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الإفراط في استهلاك القهوة يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة، مثل القلق والأرق وارتفاع ضغط الدم.
الخاتمة
شجرة البن هي شجرة مهمة توفر لنا أحد أكثر المشروبات شعبية في العالم، ولها العديد من الفوائد الصحية المحتملة عند استهلاكها باعتدال، ومع استمرار تزايد الطلب على القهوة، ستظل شجرة البن مُحركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المنتجة لها.