شعر غزل في المرأة
مدخل
{|}
تغنى الشعراء منذ القدم بجمال المرأة وسحرها، فكانت وما تزال مصدر إلهام لهم، يصفون مفاتنها وكمالها في أبيات من الشعر الغزلي الرقيق. وفي هذا المقال، نستعرض مجموعة من أجمل قصائد الغزل في المرأة، نتناول فيها جمالها الداخلي والخارجي، ونرصد تأثيرها على قلوب الشعراء.
جمالها الآخاذ
امتازت المرأة في قصائد الغزل بجمالها الآخاذ، الذي لا يضاهيه جمال، فكانت ذات عيون ساحرة كحيلة، تسرق الألباب وتسحر النفوس. ووصف الشعراء حواجبها بأنها أقواس منمقة، تشبه أقواس العز على الخيام، وبشرتها ناعمة ناصعة كالثلج، وشعرها أسود طويل يلامس خصرها، أشبه بالليل الدامس.
أما شفتاها، فكانتا كبتلتي ياقوت أحمر، تنطقان بالعذوبة والكلام الرقيق. وأسنانها لؤلؤ منضد، يلمع تحت شمس النهار. ووصفت قامتها بأنها غصن بان، يتمايل مع النسيم، ويبعث في النفس مشاعر الوجد والهيام.
{|}
وتغنى الشعراء برقبة المرأة في قصائد الغزل، وشبّهوها برقبة الظبي الرشيق، وصدرها بأنّه روضة غناء، مليئة بالورود والأزهار، وخصرها الدقيق بمنطقة تحيط بها الأغصان. ووصفوا أردافها بأنها كتفاحات ناضجة، يشتهيها العاشقون.
سحر عينيها
كانت عينا المرأة في الغزل العربي سلاحها الفتاك، الذي تصيب به قلوب العاشقين. فقد وصف الشعراء عيون المرأة بأنها سهام قاتلة، تنفذ إلى القلب دون استئذان، وتشعل فيه نار الحب. وشبّهوا نظراتها بالسحر الذي يسيطر على العقل، ويجعله أسير هواها.
ووصف الشعراء عيني المرأة بأنها كحيلة، سوداء كليلة حالكة الظلام، وكأنها بحيرة عميقة يغرق فيها العاشقون. وتغنى الشعراء بحور عيني المرأة، الذي يموج بالحب والشوق، ويجذب العاشقين نحوه، كما تجذب السفن إلى الشاطئ.
وكان الشعراء لا يملكون مقاومة سحر عيني المرأة، فقد وصفوا أنفسهم بأنهم فراشات تحوم حول عينيها، أو كالعصافير التي وقعت في شراكها، لا تستطيع الخلاص من سحرها.
{|}
غنجها ودلالها
تتميز المرأة في قصائد الغزل بغنجها ودلالها، الذي يزيد من سحرها وجمالها. فقد وصف الشعراء المرأة بأنها متكبرة ومعجبة بنفسها، كالغزال الذي يمشي في الغابة، أو كالحمامة التي تحط على غصن شجرة. وشبّهوا دلالها بتدلل الصبية المدللة، التي لا تقبل إلا بما تشتهي.
وتغنى الشعراء بخفة ظل المرأة ودلالها، الذي يصيب العشاق بالجنون. ووصفوا ضحكاتها بأنها موسيقى تعزف على أوتار القلوب، وتزيد من سعادتهم وفرحتهم. وشبّهوا مشيتها بأنها رقص الريحان على أغصان الشجر، أو كأنها أميرة تمشي في قصرها الفخم.
ورغم غنج المرأة ودلالها، إلا أن الشعراء كانوا يعشقون هذا الجانب منها، فقد وجدوا فيه متعة وسعادة، ووصفوا أنفسهم بأنهم عبيد لدلالها، وأنهم مستعدون لفعل أي شيء لإرضائها.
{|}
حنانها ورقتها
إلى جانب جمالها وجاذبيتها، كانت المرأة في قصائد الغزل تتمتع بحنان ورقة، يجعلها ملاذًا آمنًا للعاشقين. فقد وصف الشعراء المرأة بأنها أم حنون، تعطف على العاشقين وتواسيهم في أحزانهم، وأنها كالزهرة التي تفوح بعبيرها، وتنشر الأمل والتفاؤل في النفوس.
وتغنى الشعراء برقة قلب المرأة وعذوبتها، التي تذيب الجليد عن قلوب العاشقين. ووصفوا أنفسهم بأنهم مرضى، والمرأة هي الطبيبة التي تشفيهم من آلامهم، وأنهم كالغصن اليابس الذي يحتاج إلى الماء، والمرأة هي ينبوع الحياة الذي يسقيه.
ورغم قوة وصلابة العاشقين، إلا أنهم كانوا يميلون إلى حنان المرأة ورقتها، فقد وجدوا فيها الراحة والسكن، ووصفوا أنفسهم بأنهم كالأطفال الذين يحتاجون إلى حضن أمهاتهم.
{|}
غزل الأوصاف
لم يقتصر غزل الشعراء على وصف جمال المرأة الخارجي فحسب، بل تغنوا أيضًا بجمالها الداخلي وصفاتها الحميدة. فقد وصف الشعراء المرأة بأنها عفيفة وشريفة، تحافظ على شرفها وعرضها، وأنها وفية لزوجها، لا تخونه أبدًا، وأنها ربة منزل ماهرة، تدير شؤون بيتها بحكمة واقتدار.
وتغنى الشعراء بعقل المرأة وذكائها، الذي يفوق عقول الرجال أحيانًا. ووصفوا أنها متعلمة مثقفة، تعرف الكثير من العلوم والفنون، وأنها ذات رأي صائب، يمكن الاعتماد عليه في الأمور المهمة. وشبّهوا عقلها بالجوهرة الثمينة، التي تضيء ظلام الحياة.
كما وصف الشعراء المرأة بأنها طيبة القلب، تحن على الفقراء والمساكين، وأنها دائمة العطاء والبذل، لا تبخل على المحتاجين بشيء. وشبّهوا قلبها بالبستان الغناء، الذي يزهر بالخير والمحبة.
دور المرأة في حياة الرجل
كانت المرأة في قصائد الغزل أكثر من مجرد معشوقة جميلة، فقد كانت رفيقة الحياة وصاحبة الكفاح، التي تساند الرجل في أحزانه وشدائده، وتسعد بفرحه ونجاحاته. فقد وصف الشعراء المرأة بأنها الزوجة الصالحة، التي تدعم زوجها وتساعده على تحقيق أهدافه، وأنها الأم الحنون، التي تضحي بكل شيء من أجل أبنائها.
وتغنى الشعراء بدور المرأة في تربية الأبناء، وزرع القيم والأخلاق في نفوسهم. ووصفوا أنها المدرسة الأولى للطفل، التي تعلم فيها معاني الحب والعطاء والتضحية. وشبّهوا المرأة بالشجرة التي تثمر الخير للجميع.
كما وصف الشعراء المرأة بأنها الأخت والصديقة، التي يبوح لها الرجل بأسراره، ويستشيرها في أموره، وأنها السند والعون، الذي لا يتخلى عنه أبدًا. وشبّهوا المرأة بالوردة التي تزين الحياة، وبالنجمة التي تضيء ظلام الليل.
خاتمة
تعد المرأة مصدر إلهام الشعراء في كل العصور، فقد تغنوا بجمالها وسحرها ودورها المحوري في حياة الرجل. وفي هذا المقال، استعرضنا مجموعة من أجمل قصائد الغزل في المرأة، والتي تناولت جمالها الداخلي والخارجي، وأبرزت تأثيرها على قلوب العاشقين. إن المرأة كنز ثمين يجب الحفاظ عليه وتقديره، فهي نصف المجتمع، وهي التي تربي الأجيال وترسم مستقبل الأمم.