فيجو تسكي

فيجو تسكي

فيجو تسكي (بالإنكليزية: Vygotsky)، ليف سيميونوفيتش فيجو تسكي (17 تشرين الثاني 1896-11 حزيران 1934)، عالم نفس سوفيتي. درس في جامعة موسكو، وأصبح أستاذاً في علم النفس. طوّر فيجو تسكي نظرية اجتماعية ثقافية للتنمية، والتي تؤكد أن التطور الفكري للفرد يتم بشكل رئيسي من خلال التفاعلات الاجتماعية.

السنوات الأولى

ولد فيجو تسكي في مدينة أورشا في روسيا البيضاء عام 1896. وكان الطفل الثامن لعائلة ثرية من التجار اليهود. أظهر فيجو تسكي براعة فكرية مبكرة، وبدأ في دراسة علم النفس والفلسفة في جامعة موسكو في سن 19. في عام 1924، أصبح أستاذاً في علم النفس في معهد علم النفس التجريبي في موسكو. خلال هذه الفترة، طوّر فيجو تسكي نظريته الاجتماعية والثقافية للتنمية.

نظرية فيجو تسكي الاجتماعية الثقافية

تؤكد نظرية فيجو تسكي الاجتماعية الثقافية للتنمية أن التطور الفكري للفرد يتم بشكل رئيسي من خلال التفاعلات الاجتماعية. ويعتقد أن الأطفال يتعلمون من خلال التفاعل مع الآخرين، وأن ثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه تؤثر بشكل كبير على تطورهم المعرفي. صاغ فيجو تسكي مصطلح “منطقة التطور القريب” لوصف الفرق بين ما يمكن للطفل القيام به بمفرده وما يمكنه القيام به بمساعدة الآخرين.

{|}

التعلم والتعليم

كان فيجو تسكي مهتماً جداً بالتعليم، وكان يعتقد أن المدارس يجب أن تكون أماكن للتعاون الاجتماعي والتعلم. وأكد على أهمية الاستخدام المباشر للطلاب، والذي يشير إلى توفير المساعدة والدعم للطلاب حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم التعليمية. كما كان يعتقد أن التعليم يجب أن يساعد الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

التطور اللغوي

كان فيجو تسكي مهتماً أيضاً بتطور اللغة، وكان يعتقد أن اللغة هي أداة أساسية للتطور المعرفي. وأكد على الدور المهم الذي تلعبه اللغة في السماح للأفراد بالتواصل مع الآخرين والتعبير عن أفكارهم. كما اقترح أن اللغة تتطور من خلال التفاعلات الاجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون التحدث من خلال التفاعل مع الآخرين.

{|}

التفكير والوعي

كان فيجو تسكي مهتماً أيضاً بالتفكير والوعي، وكان يعتقد أن التفكير والوعي هما نتاجان للتفاعلات الاجتماعية. وأكد على الدور المهم الذي تلعبه الثقافة في تشكيل التفكير والوعي، وأن الأفراد يتعلمون التفكير بطريقة معينة من خلال التفاعل مع الآخرين.

الخيال والإبداع

كان فيجو تسكي مهتماً أيضاً بالخيال والإبداع، وكان يعتقد أن الخيال والإبداع هما جوانب مهمة من التطور المعرفي. وأكد على الدور المهم الذي يلعبه الخيال في السماح للأفراد باستكشاف الاحتمالات الجديدة وحل المشكلات. كما اقترح أن الإبداع ناتج للتفاعلات الاجتماعية، وأن الأفراد يتعلمون أن يكونوا مبدعين من خلال التفاعل مع الآخرين.

الإرث

توفي فيجو تسكي في موسكو عام 1934 عن عمر يناهز 37 عاماً. ترك وراءه إرثاً مهماً من العمل في مجال علم النفس، ولا تزال نظريته الاجتماعية والثقافية للتنمية واحدة من النظريات الأكثر نفوذاً في مجال علم النفس التنموي اليوم. وقد أثرت أفكار فيجو تسكي أيضاً على مجالات أخرى، مثل التعليم واللغة والتفكير والوعي والخيال والإبداع. ويعتبر فيجو تسكي أحد أهم علماء النفس في القرن العشرين، ولا يزال عمله مصدر إلهام للباحثين والممارسين اليوم.