اتاكم رمضان شهر يغشاكم
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،
مقدمة
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وجعلنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأكرمنا بعبادته وطاعته، وخصنا بشهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.والصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة بدنية وروحانية عظيمة، تربي المسلم على التقوى والإخلاص والانضباط والصبر. وفيما يلي حديث عن فضل رمضان وأحكامه وآدابه.
فضل رمضان
لرمضان فضل عظيم وثواب كبير، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
{|}
ومن فضائل رمضان أنه شهر المغفرة والرحمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين”. كما أن رمضان هو شهر العتق من النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
{|}
وفي رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، قال الله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر.
أحكام رمضان
يبدأ رمضان برؤية هلاله، وينتهي برؤية هلال شوال. والصيام في رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، إلا من كان مريضًا أو مسافرًا أو حائضًا أو نفساءً. ويجب على المسلم أن ينوي الصيام من الليل، ويحرم عليه الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ومن أحكام رمضان أنه يجوز للمسلم الفطر في رمضان إذا كان مريضًا أو مسافرًا، ويجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد رمضان. كما يجوز للمسلم الفطر في رمضان إذا كان شيخًا كبيرًا لا يستطيع الصيام، ولا يجب عليه القضاء. ويجوز للمرأة الحائض أو النفساء الفطر في رمضان، ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد رمضان.
ويحرم على المسلم في رمضان اللغو والرفث والسباب والشتم، ويجب عليه أن يتحلى بالتقوى والإخلاص والانضباط. كما يحرم على المسلم في رمضان التدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، ويجب عليه أن يحافظ على صحته ونفسه.
آداب رمضان
لرمضان آداب كثيرة يجب على المسلم مراعاتها، منها الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والصدقات والإحسان إلى الفقراء والمساكين. ومن آداب رمضان الإكثار من الدعاء والطلب من الله تعالى، والتوبة والاستغفار، والاعتكاف في المساجد.
{|}
ومن آداب رمضان حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والسباب، وترك الجدل والخصام، والبعد عن الشهوات والملذات. ومن آداب رمضان الإكثار من قيام الليل، وتلاوة القرآن، والدعاء والذكر، والتسبيح والاستغفار.
ومن آداب رمضان صلة الرحم، وزيارة الأهل والأقارب والجيران، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وإدخال السرور على قلوب المسلمين. ومن آداب رمضان حسن الخلق، وبشاشة الوجه، والتواضع، ومساعدة الآخرين.
{|}
فضل صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة خاصة تصلى في رمضان بعد صلاة العشاء، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتصلى صلاة التراويح ثماني ركعات أو عشرين ركعة أو ثمان وعشرين ركعة أو ست وثلاثين ركعة، ويجوز للمسلم أن يصليها في المسجد أو في بيته.
ومن فضائل صلاة التراويح أنها تعدل قيام ليلة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”. كما أن صلاة التراويح سبب لدخول الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وينبغي للمسلم أن يحرص على صلاة التراويح في رمضان، وأن يتحلى بالصبر والخشوع فيها. كما ينبغي للمسلم أن يختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، وأن يدعو الله تعالى بعد كل ركعتين.
{|}
فضل الاعتكاف
الاعتكاف هو اللبث في المسجد للعبادة، وهو سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ويستحب للمسلم أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من اعتكف العشر الأواخر من رمضان، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
ومن فضائل الاعتكاف أنه سبب لدخول الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من اعتكف عشرة أيام في رمضان، كان كمن حج عشر حجج”. كما أن الاعتكاف سبب لرفع الدرجات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” من اعتكف رمضان إيمانًا واحتسابًا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه”.
وينبغي للمسلم أن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وأن يتحلى بالصبر والخشوع فيه. كما ينبغي للمسلم أن يختم القرآن الكريم في الاعتكاف، وأن يدعو الله تعالى بعد كل ختمة.
فضل زكاة الفطر
زكاة الفطر هي صدقة تجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتجب زكاة الفطر في آخر شهر رمضان، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ومقدار زكاة الفطر صاع من الطعام، وهو ثلاثة كيلو جرام تقريبًا من الأرز أو القمح أو التمر أو الزبيب أو غير ذلك من الأطعمة.
ومن فضائل زكاة الفطر أنها تطهر الصائم من اللغو والرفث، وتغني الفقراء والمساكين، وتساعد على إدخال السرور على قلوبهم. كما أن زكاة الفطر سبب لدخول الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” أدوا زكاة الفطر، فإنها طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين”.
وينبغي للمسلم أن يحرص على إخراج زكاة الفطر في آخر شهر رمضان، وأن يختار أفضل أنواع الطعام لإخراجها. كما ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بعد إخراج زكاة الفطر، وأن يسأل الله تعالى أن يتقبلها منه.
خاتمة
رمضان شهر مبارك، خصنا الله تعالى به لنتقرب إليه بالطاعات والعبادات، ونغتنم فرصة العتق من النار، وبلوغ الجنة. ولرمضان فضل عظيم وثواب كبير، وأحكام وآداب يجب على المسلم مراعاتها. فنسأل الله تعالى أن يعيننا على صيام رمضان وقيامه واعتكافه وإخراج زكاته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.