اللهم ارحم من كانوا معنا في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قد مضى شهر رمضان المبارك، وعاد علينا عيد الفطر المبارك، فاللهم ارحم من كانوا معنا في رمضان وتوفاهم، واجمعنا بهم في جنات النعيم.
فضل شهر رمضان
شهر رمضان شهر كريم، مبارك، قد فضله الله عن غيره من الشهور وأنزله رحمة على عباده، فيه تضاعف الحسنات، وتُجاب الدعوات، وتُكفر السيئات، وتُفتح أبواب الجنان، وتُغلّق أبواب النيران، وتُصفّد الشياطين فلا تستطيع غواية العباد، قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ”.
ذكرى الرحيل
{|}
في شهر رمضان يرحل عنا أحبابنا المؤمنون، الذين كانوا معنا في رمضان الماضي، وشاركونا صيامه وقيامه وذكر الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يرحمهم ويغفر لهم ويجعل مثواهم الجنة، وأن يُلهمنا الصبر على فراقهم.
فضل الدعاء للميت
الدعاء للميت من أسباب رحمة الله له، إذ أن الدعاء يصعد إلى السماء ويُبلغ إلى الله تعالى، وينفع الميت ولو كان في قبره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم قطعت عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
صبر جميل
{|}
لا يجب أن نيأس من رحمة الله، وأن نصبر على فراق أحبابنا الذين فارقونا، وأن نحتسب أجرنا عند الله تعالى، وأن نذكرهم بالدعاء والصدقة، وأن نكثر من الاستغفار لهم، وأن نعمل الأعمال الصالحة التي ترفع درجاتهم، قال تعالى: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ”.
ما بعد الموت
{|}
ما بعد الموت حياة البرزخ، وهي الحياة التي يعيشها الميت إلى يوم القيامة، وهي حياة فيها نعيم أو عذاب بحسب أعمال الميت في الدنيا، فمن عمل صالحًا في الدنيا نال نعيمًا في البرزخ، ومن عمل سيئًا نال عذابًا، قال تعالى: “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّنْ رِّجْزٍ أَلِيمٍ”.
{|}
يوم القيامة
يوم القيامة هو اليوم الذي يُحشر فيه جميع الخلق ويُحاسبون على أعمالهم، فمن عمل صالحًا في الدنيا دخل الجنة، ومن عمل سيئًا دخل النار، قال تعالى: “وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ”.
الجنة والنار
الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين، وهي دار فيها كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وفواكه كثيرة لا تنقطع ولا تُحرم، قال تعالى: “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ”.
أما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين والمنافقين والمفسدين في الأرض، فيها عذاب جهنم، وعذاب الحريق، وعذاب السعير، وعذاب الغساق، وعذاب الزقوم، وعذاب الحميم، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَنَصْلِيَهُمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا”.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يرحم من كانوا معنا في رمضان وتوفاهم، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يُلهمنا الصبر على فراقهم، وأن يرزقنا خالص الدعاء لهم، وأن يُجعل أجرنا على صيامنا وقيامنا في رمضان عظيمًا.
{|}