تقديم
إن الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سر العبودية الحقة لله -عز وجل-، فبالدعاء يتذلل العبد لربه، ويظهر له فقره وحاجته إليه، ويسأله من فضله ورحمته.
وللدعاء آداب وكيفيات مستحبة، منها أن يُفتتح بذكر الله -تعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، ومن أعظم ما يُفتتح به الدعاء قول العبد: “اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك”.
ففي هذا الدعاء من الخضوع لله -تعالى- والافتقار إليه، ما يجعل الدعاء مقبولًا بإذن الله، إذ أن العبد يسأل ربه بأسمائه وصفاته التي تدلُّ على جلاله وكماله وعِظمته.
الأسماء الحسنى وفضلها
{|}
الأسماء الحسنى هي أسماء الله الحسنة التي دلت عليها النصوص الشرعية، وهي تدلُّ على صفات الله -تعالى- وأفعاله الكاملة. وقد تعددت هذه الأسماء في النصوص الشرعية بحسب مواطن ورودها، وهي تدورُ حول التسعة والتسعين اسمًا التي أُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها كلها لله -تعالى-.
وذكر الله -تعالى- في كتابه العزيز أنه سمى نفسه بهذه الأسماء، فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.
وقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعلُّم هذه الأسماء والعمل بها والدعاء بها، فقال: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة”.
أسماء الله الحسنى التي وردت في الدعاء
ورد في الدعاء “اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك” ثلاثة من أسماء الله الحسنى، وهي: الله، الرب، الإله.
* **الله:** اسم جامع لجميع صفات الكمال والجلال، وهو اسم علم لم يُسمَّ به غير الله -تعالى-.
* **الرب:** اسم يدلُّ على تربية الله -تعالى- لعباده، وحفظه لهم، وتدبير أمورهم.
* **الإله:** اسم يدلُّ على أنه -تعالى- المعبود بحق، وأنه لا يستحق العبادة غيره.
{|}
فضل الدعاء بهذه الأسماء
{|}
إن الدعاء بهذه الأسماء الثلاثة له فضل كبير، إذ أن العبد يسأل ربه بجلاله وكماله، وتربيته وحفظه، وأنه هو المعبود بحق.
ففي الدعاء بهذه الأسماء من الخضوع والافتقار إلى الله -تعالى- ما يجعل الدعاء مقبولًا -بإذن الله-.
وقد ورد في بعض الأحاديث أن الدعاء بهذه الأسماء له فضل عظيم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال: اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك، أو استأثرت به في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعلني من أوليائك المتقين الأبرار”.
كيفية الدعاء بهذه الأسماء
يستحبُّ عند الدعاء بهذه الأسماء أن يذكرها العبد على ترتيبها، ويقول: “اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك: الله، الرب، الإله”.
ويجوز أن يذكرها بغير هذا الترتيب، ويجوز أن يأتي بها مضافة، كما في قول العبد: “أسألك باسم الله، وباسم الرب، وباسم الإله”.
{|}
ويسنُّ أن يذكر العبد بعد هذه الأسماء ما يريد من حاجته، ويسأل ربه بكل اسم من أسمائه الكاملة ما يناسبه من المسائل، فمثلاً يقول: “أسألك باسم الله العظيم أن تُعافيني في بدني، وأسألك باسم الرب الكريم أن تُرزقني رزقًا واسعًا”.
مواطن استعمال هذا الدعاء
يستحبُّ الدعاء بهذا الدعاء في كل المواطن والأحوال، فهو دعاء جامع لكل خير ودافع لكل شر.
{|}
ويكون لهذا الدعاء فضل عظيم إذا قاله المسلم عند الشدائد والمحن، وعند طلب الحوائج والتضرُّع إلى الله -تعالى-.
كما أنه يستحبُّ أن يذكر العبد هذا الدعاء في سجوده، وخاصةً في السجود الأخير من الصلاة، حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه -سبحانه وتعالى-.
خاتمة
إن الدعاء بأسماء الله الحسنى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أفضل ما يُفتتح به الدعاء قول العبد: “اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك”.
ففي هذا الدعاء من الخضوع لله -تعالى- والافتقار إليه، والتذلل بين يديه ما يجعل الدعاء مقبولًا بإذن الله، إذ أن العبد يسأل ربه بأسمائه وصفاته التي تدلُّ على جلاله وكماله وعِظمته.
نسأل الله -تعالى- أن يرزقنا الإخلاص في الدعاء، وأن يقبل منا دعواتنا، وأن يجعلنا من عبادِهِ المتقين الأبرار.