اللهم إنّي مغلوب فانتصر
اللهم إنّي مغلوب فانتصر، يا رافع السماوات بغير عمد، يا باعث الموتى، ويا مخرج الحي من الميت، ويا مخرج الميت من الحي، يا رازق من تشاء بغير حساب، يا واسع الرحمة، يا باسط اليدين بالعطاء، يا سامع الأصوات، ويا مجيب الدعوات، يا كاشف الكربات، يا مفرج الهموم، يا غافر الخطيئات، يا ستار العيوب، يا غافر الذنوب، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحيم الراحمين، أسألك يا الله أن تنصرني على أعدائي، وأنت المستعان وأنت النصير.
مظلومية الرسول
{|}
لقد عانى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مظالم كثيرة، فقد آذاه قومه وأخرجوه من بلده، وقتلوا أصحابه، وحاربوه في كل مكان، ولكن الله -عز وجل- كان ناصره ومعينه، فقد نصره على أعدائه، وأعزه وأكرمه، وجعله خاتم النبيين وإمام المتقين.
ومن مظلومية الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه مات وهو مظلوم، فقد توفي وهو مدين، ولم يترك شيئًا من متاع الدنيا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده”.
ولكن الله -عز وجل- وعده أن ينصره على أعدائه، وأن يعلي كلمته، وأن يجعل دينه هو الدين المهيمن على العالمين، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يقول اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فاقتله”.
انتصار الله للمؤمنين
لقد وعد الله -عز وجل- المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، وقد قال -سبحانه-: “وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون”.
وقد انتصر الله -عز وجل- للمؤمنين في غزوة بدر، وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق، وفي غزوات كثيرة أخرى، وقد أعز الله -عز وجل- الإسلام والمسلمين، وجعل دين الإسلام هو الدين الغالب على العالمين.
ولكن الله -عز وجل- جعل النصر والتمكين مشروطًا بالإيمان والعمل الصالح، وقد قال -سبحانه-: “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون”، وقال -سبحانه-: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
فضل الدعاء في النصر
الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو سبب النصر والتمكين في الأرض، وقد قال الله -عز وجل-: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”، وقال -سبحانه-: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الدعاء، وكان يدعو الله -عز وجل- أن ينصره على أعدائه، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم إنّي مغلوب فانتصر”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم نصرك الذي وعدتني”.
وقد استجاب الله -عز وجل- لدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصره على أعدائه، وأعز الله -عز وجل- الإسلام والمسلمين، وجعل دين الإسلام هو الدين الغالب على العالمين.
أسباب النصر
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى النصر والتمكين في الأرض، ومن هذه الأسباب:
- الإيمان بالله -عز وجل-، والإيقان بأن النصر من عند الله وحده.
- العمل الصالح، والتقوى، والإحسان إلى الآخرين.
- الدعاء، والتضرع إلى الله -عز وجل-، وطلب النصر والتمكين.
- وحدة المسلمين، وتعاونهم على البر والتقوى.
- الصبر على البلاء، والمثابرة في الجهاد، والثبات على الحق.
- حسن التوكل على الله -عز وجل-، واليقين بانه لا يضيع اجر المحسنين.
- اتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتمسك بهدي نبيه الكريم.
أسباب الهزيمة
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الهزيمة والخذلان، ومن هذه الأسباب:
- الكفر بالله -عز وجل-، والشرك به، والإيمان بالطواغيت.
- الظلم والفساد، والاعتداء على حقوق الآخرين.
- ترك الدعاء، والإعراض عن ذكر الله -عز وجل-.
- فرقة المسلمين، وتنازعهم، وتعاونهم على الإثم والعدوان.
- اليأس والقنوط، وفقدان الثقة بالنفس.
- سوء التوكل على الله -عز وجل-، والاعتقاد بأن النصر يأتي بالمكر والخداع.
- ترك سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والإعراض عن هدي نبيه الكريم.
{|}
انتصار المستضعفين
{|}
وعد الله -عز وجل- المستضعفين بالنصر والتمكين في الأرض، وقد قال -سبحانه-: “وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم المغفرة والأجر العظيم”، وقال -سبحانه-: “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز”.
وقد أعز الله -عز وجل- المستضعفين في كثير من المواقف، فقد نصره على فرعون وقومه، وعلى كسرى وقيصر، وعلى قريش وأحزابها، وقد قال الله -عز وجل-: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.
{|}
ولكن الله -عز وجل- جعل النصر والتمكين مشروطًا بالصبر والثبات على الحق، وقد قال -سبحانه-: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”، وقال -سبحانه-: “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط”.
الخلاصة
إن النصر والتمكين من عند الله -عز وجل- وحده، وأن الله -عز وجل- ينصر من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، وقد قال الله -عز وجل-: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، وقال -سبحانه-: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”.
{|}
وأن على المسلمين أن يتوكلوا على الله -عز وجل-، وأن يصبروا ويثبتوا على الحق، وأن يتركوا الكفر والظلم والفساد، وأن يتعاونوا على البر والتقوى.
وأن الله -عز وجل- سينصر المستضعفين، وسيعز الإسلام والمسلمين، وسيجعل دين الإسلام هو الدين الغالب على العالمين، وقد قال الله -عز وجل-: “وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم المغفرة والأجر العظيم”، وقال -سبحانه-: “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز”.