ذكرى وفاة أبي
مقدمة
في أعماق قلبي، يحل ذكرى وفاة أبي، رحمه الله تعالى، كجرح غائر لا يندمل. مرت السنوات منذ رحيله، لكن شوقي إليه يتجدد كل يوم، وكأن الفراق حدث للتو. في هذا اليوم الأليم، أستعيد شريط ذكرياتي مع والدي العزيز وأسطر كلماتي محملة بالحب والحزن والحنين، داعيًا له بالرحمة والمغفرة.
الأب الحنون
كان أبي واحة الحنان التي ألوذ بها في كل حين. حضنه الدافئ كان ملجئي من مخاوف الطفولة، وكلماته الرقيقة كانت بلسمًا لجروحي. كان يرى في ابتسامتي سعادته، وفي نجاحي فخره. علمت منه معنى الحب غير المشروط، والتضحية بلا حدود، فعطاؤه لا ينضب وعطفه لا ينتهي.
المعلم الأول
إلى جانب كونه أبًا، كان والدي معلمي الأول. من خلاله، اكتشفت العالم وتعرفت على أسرار الحياة. علمتني الصدق والإخلاص، والشجاعة والإصرار. كان يقرأ لي القصص ويحادثني عن التاريخ والأدب، فأشعل في داخلي شغفًا بالمعرفة لا يزال ينمو معي.
القائد الحكيم
تحت قيادة أبي الحكيمة، تعلّمت أن أجابه صعوبات الحياة بعقلانية وحكمة. كان مستمعًا جيدًا، ويرشدني دائما بالكلمات المناسبة. علمت منه أن الأخطاء جزء من رحلة التعلم، وأن الصبر والمثابرة هما الطريق نحو النجاح.
الصديق الوفي
كان والدي صديقي الوفي الذي أتقاسم معه أحلامي وطموحاتي. كان يفرح لفرحي ويحزن لحزني، وكان كنزًا ثمينًا من الأسرار. قضينا معًا أجمل الأوقات، نتبادل الضحكات والذكريات التي أعتز بها اليوم.
المثل الأعلى
كان أبي مثلي الأعلى في كل شيء. أخلاقه الرفيعة وسلوكه القويم ألهما فيَّ الرغبة في أن أصبح أفضل نسخة من نفسي. كرمه ونبله جعلا الناس يحبونه ويحترمونه، وظل اسمه رمزًا للفخر والعزة في قلبي.
الذكرى الخالدة
حتى بعد رحيله، لا تزال ذكرى أبي تعيش معي في كل لحظة. كل إنجاز أحققه، وكل سعادة أذوقها، أعرف أنها بفضل دعواته ودعمه الدائم. صورته محفورة في ذهني إلى الأبد، وحبه يغمر قلبي ويمنحني القوة للمواجهة والاستمرار.
خاتمة
أبي، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. ستبقى ذكراك خالدة في قلبي ما حييت، وستكون دائمًا نبراسًا يضيء طريقي. أشكرك على كل ما منحته لي من حب واهتمام ودروس ثمينة. إلى أن نلتقي مرة أخرى، سأظل أدعو لك بالرحمة والمغفرة.