ربى يحفظك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مقدمة
في الدنيا التي نعيش فيها، حيث تتسارع وتيرة الحياة والتقلبات والمحن، قد نشعر أحيانًا بالقلق والخوف وعدم اليقين. لكن في خضم كل ذلك، نجد الراحة والأمان في الكلمات المقدسة “ربي يحفظك”، والتي بمثابة تذكير بأن الله تعالى معنا دائمًا، يحمينا ويوجهنا في كل خطوة على الطريق.
الحماية الإلهية
وعد الله تعالى المؤمنين بحفظه ورعايته، فقال في محكم تنزيله: “وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”، وقال: “وَإِنَّ رَبَّكَ لَحَفِيظٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ”. هذه الحماية الإلهية شاملة وكاملة، فهي تشمل الحماية من الأخطار الجسدية والنفسية.
فالله تعالى يحمينا من شر الأعداء الظاهرين والباطنين، كما يحمينا من شرور أنفسنا ومن الفتن والابتلاءات. وهو الذي يعصمنا من الأمراض والأسقام، ويحفظنا من الحوادث والكوارث.
ومن أعظم مظاهر الحفظ الإلهي إرشاده لعباده إلى كل ما فيه خيرهم وصلاحهم، فهو الذي يهدينا إلى الطريق المستقيم، ويعيننا على اتباعه.
أسرار الحفظ الإلهي
تتعدد أسباب وأسرار الحفظ الإلهي، ومن أهمها:
– التوكل على الله تعالى والإيمان بأن الله تعالى هو الناصر والولي.
– الإخلاص في العبادة والعمل الصالح، فإن الله تعالى يحفظ ويوفق من عمل لوجهه الكريم.
– الإكثار من ذكر الله تعالى، فإن ذكر الله تعالى يجلب السكينة والأمان إلى القلب، ويطرد عنه الوساوس والهموم.
فضائل الحفظ الإلهي
لحفظ الله تعالى فضائل عظيمة على عباده، منها:
– الطمأنينة والأمان: فمن يعلم أنه بحفظ الله تعالى لا يخاف شيئًا، ولا يجزع من أي محنة أو ابتلاء.
– الثقة بالنفس: فالحفظ الإلهي يعطي المؤمن ثقة تامة بنفسه وبقدراته، فهو يعلم أن الله تعالى معه دائمًا.
– التوفيق والسداد: فمن أعظم فضائل الحفظ الإلهي أنه يوفق العبد إلى كل خير، ويسدده في أقواله وأفعاله.
طلب الحفظ الإلهي
ينبغي على المسلم أن يسأل الله تعالى الحفظ والرعاية في كل أوقاته، فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى”.
كما ينبغي على المسلم أن يلتزم بأسباب الحفظ الإلهي من توكل وإخلاص وذكر، فبهذا يحظى بحفظ الله تعالى ورعايته.
وكلما ازداد المسلم إيمانًا بالله تعالى وتوكلًا عليه، ازداد استشعارًا للحفظ الإلهي في حياته.
مظاهر الحفظ الإلهي في حياتنا
تتجلى مظاهر الحفظ الإلهي في حياتنا في كثير من الأمور، منها:
– صحتنا وسلامتنا: فالله تعالى هو الذي يعافينا من الأمراض، ويحفظنا من الأخطار.
– رزقنا: فإن الله تعالى هو الرزاق الكريم، وهو الذي يرزقنا من حيث لا نحتسب.
– ذريتنا: فإن الله تعالى هو الذي يهب الذرية لمن يشاء، ويحفظ أولادنا ويحميهم.
الحفظ الإلهي في القرآن الكريم
وردت العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على الحفظ الإلهي، منها:
– “فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ”.
– “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”.
– “وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”.
الخاتمة
وختامًا، فإن ربي يحفظك جملة مباركة تملأ القلب بالطمأنينة والأمان، فهي تذكرنا بأن الله تعالى معنا دائمًا، يحفظنا ويحوطنا بعنايته ورعايته. فنسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ أهلينا وأحبائنا من كل سوء، وأن يوفقنا إلى كل خير.