شهود
محمد بن بصير، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “ما من أحد يشهد للّه بالربوبية ولينبئه أنه خالقه ورازقه ومحييه ومميتة إلا أثاب الله به الجنة”، وقال (عليه السلام): “إذا شهد لله بالربوبية، ولفد لمحمد بالنبوة، ولأهل البيت بالوصية، فأنا ضامن له في الدنيا والآخرة”.
أنواع الشهود
1. الشهادة بالربوبية: وهي الاعتراف بإلهية الله تعالى ووحدانيته، والإقرار بأن الله هو خالق كل شيء ومالكه ومتصرفه.
2. الشهادة بالنبوة: وهي الاعتراف بنبوة الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لهداية الناس، والإيمان بصدقهم وتبليغهم رسالة الله.
3. الشهادة بالإمامة: وهي الاعتراف بإمامة الأئمة المعصومين الذين اختارهم الله تعالى لقيادة الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإيمان بعصمتهم وعدالتهم وعلمهم.
4. الشهادة بالولاية: وهي الاعتراف بولاية الأولياء الصالحين الذين هم مقربون إلى الله تعالى، والإيمان بأنهم هداة العباد إلى طريق الحق والصلاح.
5. الشهادة بالمعاد: وهي الاعتراف بوجود الحياة الآخرة، والإيمان بيوم القيامة والحساب والجنة والنار.
6. شهادة العمل: وهي أداء الأعمال الصالحة التي أمرنا الله تعالى بها ونهانا عن مخالفتها، والإيمان بأن هذه الأعمال هي الطريق إلى النجاة.
7. شهادة الدعوة: وهي دعوة الناس إلى الإيمان بالله تعالى ورسله وأنبيائه وأئمة أهل البيت عليهم السلام، والإيمان بأن هذه الدعوة هي سبيل النجاة.
الأدلة على وجوب الشهادة
قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وكونوا شهداء لله بالقسط” (المائدة: 8)، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “أفضل الشهداء من شهد له قلبه ولسانه”، وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: “إن الشهادة بالحق مفروضة على كل مسلم”، وقال الإمام الحسين عليه السلام: “إن الله تعالى قد كتب على العلماء أن يبينوا للناس ما يجهلون من أحكام الدين، فإنهم ورثة الأنبياء”.
آداب الشهادة
1. العلم: يجب على من يشهد بالله تعالى ورسوله وأنبيائه وأئمة أهل البيت عليهم السلام أن يكون عالما بما يشهد به، وأن يكون على بصيرة من دينه.
2. الصدق: يجب على من يشهد بالله تعالى أن يكون صادقا في شهادته، وأن لا يكون كاذبا ولا مدلسا.
3. العمل: يجب على من يشهد بالله تعالى أن يكون عاملا بما يشهد به، وأن لا يكون منافقا ولا مرائيا.
4. الشجاعة: يجب على من يشهد بالحق أن يكون شجاعا، وأن لا يخشى في الله لومة لائم.
5. الإخلاص: يجب على من يشهد بالحق أن يكون مخلصا في شهادته، وأن لا يطلب من ورائها مالا ولا جاها ولا مكسبا دنيويا.
فضل الشهود
قال الله تعالى في كتابه العزيز: “والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون” (البقرة: 82)، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “من شهد لله بالصدق دخل الجنة”، وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: “إن الجنة حق على من شهد لله والرسول”.
شروط الشهادة في القضاء
1. البلوغ: يجب أن يكون الشاهد بالغا عاقلا، أي قد بلغ سن الرشد وهو 18 سنة قمرية.
2. العقل: يجب أن يكون الشاهد عاقلا سليما لا يعاني من أي مرض عقلي أو إدراكي.
3. العدالة: يجب أن يكون الشاهد عدلا، أي ملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية ولا يرتكب الكبائر أو مصر على الصغائر.
4. الضبط: يجب أن يكون الشاهد ضبطا، أي حافظا لما شاهده ولا ينسى شهادته أو يتناقض في أقواله.
5. عدم المصلحة: يجب ألا يكون للشاهد أي مصلحة في الشهادة التي أدلى بها، كأن يكون له علاقة قرابة أو مودة أو عداوة مع أحد أطراف النزاع.
أهمية الشهادة في القضاء
1. إثبات الحقوق: تساعد الشهادة على إثبات الحقوق مثل حقوق الملكية أو الديون أو الجرائم.
2. منع الظلم: تمنع الشهادة من وقوع الظلم وتساعد على إحقاق الحق وإبطال الباطل.
3. تطبيق القانون: تساعد الشهادة على تطبيق القانون في المجتمع، وتمنع من وقوع الجرائم وتساعد على معاقبة المجرمين.