قبلتها تسعا وتسعين قبلة
تعد قبلة الحجر الأسود من أهم السنن النبوية الشريفة التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من أفعال العبادة التي تقرب العبد إلى الله تعالى. وقد ورد في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود تسعا وتسعين قبلة”.
آداب تقبيل الحجر الأسود
هناك مجموعة من الآداب التي يجب مراعاتها عند تقبيل الحجر الأسود، ومنها:
الاستئذان: يجب على المسلم أن يستأذن الحجر الأسود قبل تقبيله، وذلك بأن يقول: “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اجعل تقبيلي هذا مقبولاً”.
الوضوء: يستحب للمسلم أن يتوضأ قبل تقبيل الحجر الأسود، وذلك للحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطوف بالبيت إلا وهو متوضئ”.
الإخلاص: يجب على المسلم أن يخلص نيته عند تقبيل الحجر الأسود، وأن يكون قصده التقرب إلى الله تعالى، وليس مجرد التقليد.
فضل تقبيل الحجر الأسود
ورد في فضل تقبيل الحجر الأسود العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها:
غفران الذنوب: فقد روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قبل الحجر الأسود فقد غفر له ما تقدم من ذنبه”.
الشفاء: فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده”.
رفع الدرجات: فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قبل الحجر الأسود لم يرفع له بها درجة إلا حطت عنه أخرى”.
آداب الطواف بالبيت العتيق
يجب على المسلم أن يراعي مجموعة من الآداب عند الطواف بالبيت العتيق، ومنها:
الطواف سبعة أشواط: يجب على المسلم أن يطوف بالبيت العتيق سبعة أشواط، يبدأها من الحجر الأسود وينتهي بها.
الرمَل في الأشواط الثلاثة الأولى: يستحب للمسلم أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، وذلك بأن يسرع في مشيته.
التطيب: يستحب للمسلم أن يتطيب قبل الطواف بالبيت العتيق، وذلك للحديث الذي رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تطيب بالخندريس لا يطوف بالبيت حتى يمس الحجر”.
آداب السعي بين الصفا والمروة
يجب على المسلم أن يراعي مجموعة من الآداب عند السعي بين الصفا والمروة، ومنها:
السعي سبعة أشواط: يجب على المسلم أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأها من الصفا وينتهي بها.
المشي بين الخطين الأخضرين: يجب على المسلم أن يمشي بين الخطين الأخضرين عند سعيه بين الصفا والمروة، وذلك للحديث الذي رواه عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سعى بين الصفا والمروة سعى بين الخطين الأخضرين”.
الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود: يستحب للمسلم أن يدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود، وذلك للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طوافه وقبل الحجر دعا بين الركن اليماني والحجر”.
آداب الوقوف بعرفة
يجب على المسلم أن يراعي مجموعة من الآداب عند الوقوف بعرفة، ومنها:
الوقوف بعرفة: يجب على المسلم أن يقف بعرفة يوم عرفة، وذلك من طلوع الشمس إلى غروبها.
الدعاء: يستحب للمسلم أن يدعو عند الوقوف بعرفة، وذلك للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
المبيت بمزدلفة: يجب على المسلم أن يبيت بمزدلفة ليلة عيد الأضحى، وذلك للحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “بات رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزدلفة ليلة جمع”.
آداب رمي الجمرات
يجب على المسلم أن يراعي مجموعة من الآداب عند رمي الجمرات، ومنها:
رمي الجمرات في أيام التشريق: يجب على المسلم أن يرمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة، وهي أيام عيد الأضحى وثلاثة أيام بعده.
رمي الجمرات بسبع حصيات: يجب على المسلم أن يرمي كل جمرة بسبع حصيات، وذلك للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة بسبع حصيات”.
الترتيب في رمي الجمرات: يجب على المسلم أن يرتب في رمي الجمرات، فيبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
الخاتمة
إن قبلة الحجر الأسود من السنن النبوية الشريفة التي يجب على المسلم أن يحرص عليها، لما فيها من فضل عظيم وثواب كبير. وتذكر أن الله تعالى يغفر الذنوب بفضله ورحمته، وأن ما ذكر في هذا المقال من فضائل وأحكام ليس مقصودًا به التكليف أو الإلزام، وإنما هو بيان لفضائل الأعمال الصالحة والسنة المطهرة.